للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعلمه الله ذلك" (١) . فالوحي للأئمة ليس بمشيئة الله وحده كما هو الحال مع الرسل - عليهم السلام - بل تابع لمشيئة الإمام!!

وهذا العلم الحادث الذي يحدث للأئمة متى شاؤوا فيجعل كلامهم مثل كلام الله ورسوله، ليس هو كل ما عند الأئمة، بل لديهم ما تسميه رواياتهم بالعلم الغابر، العلم المزبور (٢) ، وهو ما أودع الأئمة من علوم ومن كتب وصحف، وهي الأساس الثاني لقولهم بأن كلام الإمام يجري مجرى كلام الله ورسوله، وهو ما سنبينه في المبحث التالي.

[الأصل الثاني: خزن العلم وإيداع الشريعة عند الأئمة]

جاء في الكافي عن موسى جعفر قال - كما يزعمون -: "مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه: ماض وغابر وحادث، فأما الماضي فمفسّر، وأما الغابر فمزبور، وأما الحادث فقذف في القلوب ونقر في الأسماع وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبيا" (٣) . وفي البحار وبصائر الدرجات ثلاث روايات بهذا اللفظ (٤) .

العلم الحادث هو ما تقدم بيانه، وهو كما أشارت الرواية يعد من أفضل علومهم، لأنه كما يقول بعض شيوخهم: حصل لهم من الله بلا واسطة (٥) .؛ أي من الله مباشرة بلا واسطة ملك من الملائكة، وهذا يشبه قول غلاة الصوفية مثل ابن عربي.


(١) أصول الكافي: ١/٢٥٨
(٢) انظر: باب جهات علوم الأئمة، من أصول الكافي: ١/٢٦٤
(٣) أصول الكافي: ١/٢٦٤.
وقد جاء في رواية أخرى لهم قول إمامهم: ".. أما الغابر فالعلم بما يكون، وأما المزبور فالعلم بما كان" (انظر: بحار الأنوار: ٢٦/١٨، المفيد/ الإرشاد ص ٢٥٧، الطبرسي/ الاحتجاج ص:٢٠٣) وهذا التفسير كأنه يشير إلى موضوع كل نوع، فنوع يتعلق بالحوادث الماضية، وآخر يتعلق بالحوادث المستقبلة
(٤) بحار الأنوار: ٢٦/٥٩، بصائر الدرجات ص ٩٢
(٥) المازندراني/ شرح جامع: ٦/٤٤

<<  <  ج: ص:  >  >>