للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نشأة هذه العقيدة وتطورها]

إن شيخ الإسلام ابن تيمية يقرر أن معتقد العصمة كان من آراء ابن سبأ (١) ، ولكن لم أجد لفظ "العصم" مأثورًا عن ابن سبأ - في حدود اطلاعي -، ولا شك أن ابن سبأ قد نقل عنه ما يؤدي إلى القول بالعصمة وأعظم، فقد نقل عنه القول بألوهية أمير المؤمنين (٢) ، لكنه لم يقل بالعصمة حسب النظرية الإمامية، وكانت آراؤه في الغالب خاصة بأمير المؤمنين علي، حتى إنه كان أول من قال بالتوقف من الشيعة (٣) . - أي انتظار ظهور الإمام علي ورجعته -.

ويرى القاضي عبد الجبار أن القول بعصمة الإمام وأنه لا يجوز عليه الخطأ والزلل في حال من الأحوال ولا يلحقه سهو ولا غفلة لم يعرف في عصر الصحابة والتابعين لهم إلى زمن هشام بن الحكم حيث ابتدع هذا القول (٤) .

ويتفق معه محب الدين الخطيب في تحديد الحقبة الزمنية التي نشأت فيها عقيدة العصمة، لكنه يعزوها إلى شخص آخر من معاصري هشام بن الحكم فيقول: "وأول من اخترع لهم هذه العقيدة الضالة خبيث يسميه المسلمون شيطان الطاق وتسميه الشعية "مؤمن آل محمد" (٥) ، واسمه محمد بن علي الأحول" (٦) .


(١) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ٤/٥١٨، منهاج السنة: ٤/٦٠
(٢) انظر: مقالات الإسلاميين: ١/٨٦، التنبيه والرد: ص١٨، الفرق بين الفرق: ص٢١، الملل والنحل: ١/١٧٤، وانظر في كتب الشيعة: رجال الكشي: ص١٠٦-١٠٧، الرازي/ الزينة: ص٣٠٥، تنقيح المقال: ٢/١٨٣
(٣) القمي/ المقالات والفرق: ص٢٠
(٤) تثبيت دلائل النبوة: ٢/٥٢٨
(٥) في رجال الكشي: ص١٨٥، «مؤمن الطاق»
(٦) مجلة الفتح: المجلد (١٨) ص٢٧٧

<<  <  ج: ص:  >  >>