للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما هداية الدلالة على الحق والإرشاد إليه فهذه وظيفة الرسل ومن تبعهم بإحسان، ولا تنحصر في الاثني عشر. {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (١) . وإطلاق القول بأن هداية العباد لا تتم إلا بالأئمة جرأة على الله سبحانه.

[المسألة الثانية: قولهم: لا يقبل الدعاء إلا بأسماء الأئمة]

قالوا: لا يفلح من دعا الله بغير الأئمة، ومن فعل ذلك فقد هلك.

جاء في أخبارهم عن الأئمة: "من دعا الله بنا أفلح، ومن دعا بغيرنا هلك واستهلك" (٢) . وبلغت جرأتهم في هذا الباب أن قالوا: "إنّ دعاء الأنبياء استجيب بالتّوسل والاستشفاع بهم صلوات الله عليهم أجمعين" (٣) .

وقد استشهد على ذلك المجلسي بإحدى عشرة رواية من رواياتهم (٤) . كما عرض لروايات كثيرة مماثلة في أبواب أحوال الأنبياء، وبالأخص في أحوال آدم وموسى وإبراهيم، وكذا في أبواب معجزات النبي (٥) .

وجاءت روايات كثيرة في هذا المعنى في عدد من مصادرهم المعتمدة (٦) . وهذا "الزعم" الخطير يهدف بطريقة ماكرة، وأسلوب مقنع إلى "تأليه الأئمة" وأنهم ملجأ المحتاجين ومفزع الملهوفين وأمان الخائفين وقبلة الداعين، ولا تستجاب الدعوات إلا بذكر أسمائهم، فأي فرق بين هذا وبين ما يزعمه المشركون في أصنامهم؟!

نعم هناك فرق، وهو أن المشركين في وقت الشدة يخلصون الدعاء لله


(١) يوسف، آية:١٠٨
(٢) الطّبري/ بشارة المصطفى: ص١١٧-١١٩، البحار: ٢٣/١٠٣، وسائل الشّيعة: ٤/١١٤٢
(٣) وهذا أحد أبواب بحار الأنوار: ٢٦/٣١٩
(٤) انظر: بحار الأنوار: ٢٦/٣١٩-٣٣٤
(٥) بحار الأنوار: ٢٦/٣٣٤
(٦) انظر- مثلاً -: تفسير العياشي: ١/٤١، ابن بابويه/ الخصال: ١/١٣٠، معاني الأخبار ص٤٢، الطبرسي/ الاحتجاج: ص٢٧، ٢٨، وانظر: تفسير الحسن العسكري: ص١١٧، ١١٨، وسائل الشيعة: ٤/١١٣٩ وغيرها

<<  <  ج: ص:  >  >>