للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[منزلة الإمامة عندهم]

مسألة الإمامة عند أهل السنة ليست من أصول الدين التي لا يسع المكلف الجهل بها، كما قرره جمع من أهل العلم (١) . ولكنها عند الشيعة (بمفهومها السبئي) لها شأن آخر، فالنوبختي يذكر بأن من فرق الشيعة من يذهب إلى أن الإمامة من أجل الأمور بعد النبوة (٢) ، ولكنها عند آل كاشف الغطاء: "منصب إلهي كالنبوة" (٣) . وفي أحاديث الكليني في الكافي تعلو على مرتبة النبوة (٤) ، وهذا ما يجاهر به جملة من شيوخهم. قال شيخهم نعمة الله الجزائري: "الإمامة العامّة التي هي فوق درجة النّبوّة والرّسالة.." (٥) .

وقال هادي الطّهراني - أحد مراجعهم وآياتهم في هذا العصر -: "الإمام أجلّ من النّبوّة، فإنّها مرتبة ثالثة شرّف الله تعالى بها إبراهيم بعد النّبوّة والخلة.." (٦) .

وفي الكافي روايات تجعل الإمامة أعظم أركان الإسلام.

روى الكليني بسنده عن أبي جعفر قال: "بني الإسلام على خمس: على الصّلاة والزّكاة والصّوم والحجّ والولاية، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية، فأخذ النّاس بأربع وتركوا هذه - يعني الولاية -" (٧) .


(١) انظر: الآمدي/ غاية المرام: ص٣٦٣، الغزالي/ الاقتصاد: ص١٣٤، مقدمة ابن خلدون: ٣/١٠٨٠
(٢) فرق الشيعة: ص١٩
(٣) أصل الشيعة: ص٥٨
(٤) انظر: أصول الكافي: ١/١٧٥
(٥) زهر الرّبيع: ص١٢
(٦) ودايع النّبوّة: ص١١٤
(٧) أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب دعائم الإسلام: ٢/١٨، رقم ٣، قال في شرح الكافي في بيان درجة هذا الحديث عندهم: "موثق كالصّحيح" فهو معتبر عندهم. (الشّافي شرح الكافي: ٥/٢٨ رقم١٤٨٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>