للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الرابع: الجزء الإلهي الذي حل في الأئمة]

وترد عندهم رايات تدعي بأن جزءًا من النور الإلهي حل بعليّ.

قال أبو عبد الله: "ثم مسحنا بيمينه فأضى نوره فينا" (١) . "..ولكن الله خلطنا بنفسه.." (٢) . كانوا قبل خلق الخلق أنوارًا.

وهذا الجزء الإلهي الذي في الأئمة - كما يزعمون - أعطوا به قدرات مطلقة، ولذلك فإن من يقرأ ما يسمونه معجزات الأئمة - وتبلغ مئات الروايات - يلاحظ أن الأئمة أصبحوا كرب العالمين - تعالى الله وتقدس عما يقولون - في الإحياء والإماتة والخلق والرزق (٣) . إلا أن رواياتهم تربط هذا بأنه من الله كنوع من التلبيس والإيهام.

فهذا - مثلاً - عليّ يُحْيِي الموتى. جاء في الكافي عن أبي عبد الله قال: "إنّ أمير المؤمنين له خؤولة في بني مخزوم وإنّ شابًّا منهم أتاه فقال: يا خالي إنّ أخي مات وقد حزنت عليه حزنًا شديدًا، قال: فقال: تشتهي أن تراه؟ قال: بلى، قال: فأرني قبره، قال: فخرج ومعه بردة رسول الله متّزرًا بها، فلمّا انتهى إلى القبر


(١) أصول الكافي: ١/٤٤٠، وبحار الأنوار: ١/٤٤١-٤٤٢
(٢) أصول الكافي: ١/٤٣٥
(٣) انظر: بحار الأنوار، باب جوامع معجزاته (يعنون عليًا) : ٤٢/١٧-٥٠، وفيه ١٧ رواية، وباب ما ورد من غرائب معجزاته: ٤٢/٥٠-٥٦، وحتى قبره جعلوا له معجزات لا يقدر عليها إلا رب العباد، وعقد لهذا صاحب البحار بابًا بعنوان باب "ما ظهر عند الضريح المقدس من المعجزات والكرامات": ٤٢/٣١١-٣٣٩

<<  <  ج: ص:  >  >>