للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شريك بن عبد الله حينما سأله سائل: أيهما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال له: أبو بكر. فقال السائل: تقول هذا وأنت شيعي! فقال له: نعم من لم يقل هذا فليس شيعياً، الله لقد رقي هذه الأعواد علي، فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، فكيف نرد قوله، وكيف نكذبه؟ والله ما كان كذاباً (١) .

فالإمام شريك لاحظ أن غير المتابع لعلي لا يستحق اسم التشيع، لأن معنى التشيع وحقيقته المتابعة.. ولهذا آثر بعض الأئمة أن يطلق عليهم اسم الرافضة (٢) .

وقد لجأ المتابعون لأهل البيت على الحقيقة، والذين كانوا يلقبون بالشيعة، لجأوا إلى ترك هذا اللقب لما غلب إطلاقه على أهل البدع المخالفين لأهل البيت، كما يشير صاحب التحفة الاثني عشرية إلى ذلك فيقول: إن الشيعة الأولى تركوا اسم الشيعة لما صار لقباً للروافض والإسماعيلية، ولقبوا أنفسهم بـ "أهل السنة والجماعة" (٣) .

[لفظ الشيعة في القرآن ومعناه]

ومادة شيع وردت في كتاب الله العظيم في اثني عشر موضعاً (٤) ، وقد أجمل ابن الجوزي (٥) . معانيها بقوله: "وذكر أهل التفسير أن الشيع في القرآن على أربعة أوجه:


(١) منهاج السنة: ١/٧-٨ تحقيق د. محمد رشاد السالم، وانظر: عبد الجبار الهمداني/ تثبيت دلائل النبوة: ١/٦٣. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد روي عن علي من نحو ثمانين وجهاً أنه قال على منبر الكوفة: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، ورواه البخاري وغيره. انظر: منهاج السنة: ٤/١٣٧، وقد جاء ذلك في كتب الشيعة أيضاً. انظر: تلخيص الشافي: ٢/٤٢٨ عن إحسان إلهي ظهير: الشيعة أهل البيت ص: ٥٢
(٢) انظر - مثلاً - الملطي/ التنبيه والرد: ص١٨، البغدادي/ الفرق بين الفرق ص: ٢١، الإسفراييني/ التبصير في الدين ص ١٦، السكسكي/ البرهان ص ٣٦، وانظر الفرماني/ رسالة في بيان مذاهب بعض الفرق الضالة: الورقة ٢ أ (مخطوط) ، أبو الحسن العراقي/ ذكر الفرق الضوال: الورقة ١٢ أ (مخطوط)
(٣) التحفة الاثنا عشرية: ص ٢٥-٢٦ (مخطوط)
(٤) انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ص ١٨
(٥) أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي التيمي البغدادي، المعروف بابن الجوزي، =

<<  <  ج: ص:  >  >>