للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[دفاعهم عن طول أمد الغيبة]

إن مما يعرف به كذب دعوى الشيعة وجود إمامها، هو استبعاد بقائه حيًا طول هذه المدة التي تجاوزت الآن ألف ومائة سنة. فإن تعمير واحد من المسلمين هذه المدة هو - كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - أمر يعرف كذبه بالعادة المطردة في أمة محمد، فلا يعرف أحد ولد في زمن الإسلام عاش مائة وعشرين سنة فضلاً عن هذا العمر، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في آخر عمره "أريأتكم ليلتكم هذه، فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممن هو اليوم عليها أحد" (١) . فمن كان في ذاك الوقت له سنة ونحوها لم يعش أكثر من مائة سنة قطعًا، وإذا كانت الأعمار في ذلك العصر لا تتجاوز هذا الحد فما بعده من الأعصار أولى بذلك في العادة الغالبة العامة ... ثم أعمار هذه الأمة ما بين الستين إلى السبعين، وقليل ممن يجوز ذلك (٢) . كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح (٣) .


(١) منهاج السنة: ٢/٦٥، وانظر الحديث في: صحيح البخاري، كتاب العلم، باب السمر في العلم: ١/٣٧، ومسند أحمد: ٢/١٢١، ١٣١
(٢) منهاج السنة: ٢/١٦٥.
وانظر الحديث في سنن الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في فناء أعمال هذه الأمة ما بين الستين إلى السبعين: ٤/٥٦٦ (٢٣٣١) ، وكتاب الدعوات، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ٥/٥٥٣ (٣٥٥٠) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، قال ابن حجر: وهو عجيب منه فقد رواه في الزهد أيضًا من طريق أخرى عن أبي هريرة (فيض القدير: ٢/١١) . ورواه ابن ماجه في كتاب الزهد، باب الأمل والأجل: ٢/١٤١٥ (٤٢٣٦) . ورواه ابن حبان (انظر: فيض القدير: ٢/١١) ، والحاكم (المستدرك: ٢/٤٢٧) ، والخطيب (تاريخ بغداد: ٦/٣٩٧، ١٢/٤٨) ، وأورده السيوطي في الجامع ورمز له بالحسن (الجامع الصغير ص٤٨) ، وقال ابن حجر في الفتح: سنده حسن (انظر: فيض القدير: ٢/١١) ، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/٤٢٧) ، وتعقب ذلك الألباني وقال: الصواب أنه حسن لذاته وصحيح لغيره. سلسلة الأحاديث الصحيحة: ٢/٣٩٧ (٧٥٧) ، وانظر: صحيح الجامع (للألباني) ١/٣٥٤ (١٠٨٤) .
(٣) منهاج السنة: ٢/١٦٥

<<  <  ج: ص:  >  >>