للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان كثيراً لإيراد كذب غيره" (١) . وشيطان الطاق وهو محمد بن علي ابن النعمان أو جعفر الأحول توفي سنة (١٦٠هـ‍) (٢) ، والمعروف أن شيطان الطاق معاصر لهشام بن الحكم، قال ابن حجر: "قيل إن هشام بن الحكم شيخ الرافضة لما بلغه أنهم لقبوه شيطان الطاق سماه هو مؤمن الطاق" فقد يكون أحد الشركاء في هذه "الجريمة" مع هشام بن الحكم، فهو شريك في التأليف حول مسألة الإمامة والتي هي السبب والأصل للقول بهذا الافتراء كما تدل عليه نصوص هذه الفرية.

[شيوع هذه المقالة عندهم كما تقول كتب أهل السنة]

ثم فشت هذه المقالة في الشيعة الاثني عشرية والذي يلقبهم الأشعري وغيره بالرافضة كما أسلفنا حتى أصبحت - كما يذكر الأشعري - (المتوفى سنة ٣٣٠هـ‍) مقالة لطائفة من هؤلاء الروافض زعموا: "أن القرآن قد نقص منه، وأما الزيادة فذلك غير جائز أن يكون قد كان، وكذلك لا يجوز أن يكون قد غير منه شيء عما كان عليه، فأما ذهاب كثير منه فقد ذهب كثير منه، والإمام يحيط علماً به" (٣) ، بينما اتجهت فرقة أخرى من هؤلاء يصفهم الأشعري بأنه ممن جمع القول بالاعتزال والإمامة إلى إنكار هذا القول وقالت: "إن القرآن ما نقص منه، ولا زيد فيه، وإنه على ما أنزل الله تعالى على نبيه - عليه الصلاة والسلام - لم يغير ولم يبدل، ولا زال على ما كان عليه" (٤) . وهناك فرقة ثالثة سقط - فيما يظهر- ذكر


(١) الفصل: ٥/٣٩
(٢) نسب إليه أنه يقول: إن الله لا يعلم شيئاً حتى يكون، وضلالات أخرى، تنسب له فرقة "الشيطانية" أو النعمانية من غلاة الشيعة.
(انظر: رجال الكشي: ص ١٨٥، رجال النجاشي: ص ٢٤٩، لسان الميزان: ٥/٣٠٠-٣٠١، فرق الشيعة للنوبختي: ص ٧٨، سفينة البحار: ١/٣٣٣، مقالات الإسلاميين: ١/١١١، الملل والنحل: ١/١٨٦، الانتصار لابن الخياط: ص١٤-٤٨)
(٣) مقالات الإسلاميين: ١/١١٩-١٢٠
(٤) مقالات الإسلاميين: ١/١١٩-١٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>