للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[زيارة كربلاء يوم عرفة أفضل من سائر الأيام]

مما يكشف أن هذه الروايات هي ثمرة مؤامرة ضد الأمة لصرفها عن بيت ربها، والعمل على إفساد أمرها، وتفريق اجتماعها.. والحيلولة دون تلاقيها في هذا المؤتمر السنوي العام.. أن هذه الروايات خصت زيارة الحسين يوم عرفة بفضل خاص، تقول:

"من أتى قبر الحسين عارفًا بحقّه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجّة وعشرين عمرة مبرورات مقبولات.. ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائة حجّة ومائة عمرة.. ومن أتاه يوم عرفة عارفًا بحقّه كتب الله له ألف حجّة وألف عمرة مبرورات متقبّلات، وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل" (١) .

وتكاد بعض رواياتهم تصرح بالهدف، فهذا جعفرهم يقول: "لو أنّي حدّثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره لتركتم الحجّ رأسًا وما حجّ منكم أحد، ويحك أما علمت أنّ الله اتّخذ كربلاء حرمًا آمنًا مباركًا قبل أن يتّخذ مكّة حرمًا.." (٢) .

فأنت تلاحظ أنه صرح من طرف خفي أن ترك الحج وزيارة كربلاء أولى. وقال: "إنّ الله يبدأ بالنّظر إلى زوّار قبر الحسين بن علي عشيّة عرفة قبل نظره إلى أهل الموقف"، (قال الراوي: وكيف ذلك؟) قال أبو عبد الله - كما يزعمون -: لأنّ في أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا (٣) ، وأولاد الزّنا عند الشّيعة هم غير الشّيعة من المسلمين (٤) .


(١) انظر: الكليني/ فروع الكافي: ١/٣٢٤، ابن بابويه/ من لا يحضره الفقيه: ١/١٨٢، الطّوسي/ التّهذيب: ٢/١٦، ابن قولويه/ كامل الزّيارات ص١٦٩، ابن بابويه/ ثواب الأعمال ص٥٠، الحرّ العاملي/ وسائل الشّيعة: ١٠/٣٥٩
(٢) بحار الأنوار: ١٠١/٣٣، كامل الزّيارات ص٢٦٦
(٣) الفيض الكاشاني/ الوافي/ المجلّد الثّاني: ٨/٢٢٢
(٤) يدلّ على ذلك ما جاء في الكافي عن أبي جعفر قال: "والله إنّ النّاس كلّهم أولاد بغايا ما خلال شيعتنا" (الكليني/ الرّوضة من الكافي: ص١٣٥ ط: لكنو ١٨٨٦م، وانظر: بحار الأنوار: ٢٤/٣١١) ، وعن إبراهيم بن أبي يحيى عن جعفر بن محمد قال: ما من مولود يولد إلا وإبليس =

<<  <  ج: ص:  >  >>