للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا أجعلك في حل تستعظم هذا القول مني؟ فقلت: يا سيدي، رجل يرى بأنه صاحب الإمام ووكيله يقول ذلك القول يتعجب منه ويضحك من قوله هذا، فقال لي: وحياتك (١) . لئن عدت لأهجرنك وودعني وانصرف" (٢) .

نقلت هذه القصة رغم طولها؛ لأنها تصور كيف يخادعون أهل السنة، ويقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، ويتندرون فيما بينهم على تصديق بعض أهل السنة لنفاقهم وكذبهم، وعقلية شيعة هذا العصر لا تزال تؤمن بهذا النفاق وجدواه (٣) ، وقد جاءت عندهم أخبار كثيرة على هذا النهج، لولا ضيق المجال لعرضت لها، وأعقبتها بالنقد والتحليل، وهي تستحق دراسة خاصة لما فيها من كشف لحيل الروافض وأساليبهم (٤) .

[استدلالهم على التقية]

يستدل الاثنا عشرية (٥) . بآيتي آل عمران (٦) ، والنحل (٧) ، وغيرهما (٨) ، على عقيدتهم في التقية، ولكن استدلالهم (بالآيتين) واقع في غير موقعه كما تبين أثناء


(١) الحلف بغير الله من شريعة "نائب المعصوم وبابه"
(٢) الغيبة للطوسي: ص٢٣٦-٢٣٧
(٣) انظر: محمد باقر الصدر/ تاريخ الغيبة الصغرى: ص٣٨٥، فقد نقل هذه الحادثة عن ابن روح مؤيدًا لمنهجه. مثنيًا على مسلكه
(٤) انظر: جملة منها في بحار الأنوار: ٧٥/٤٠٢ وما بعدها
(٥) انظر: الشيعة في الميزان: ص٤٩-٥٠
(٦) الآية (٢٨) : {إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً}
(٧) الآية (١٠٦) : {مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ}
(٨) وهي الآيات التي يؤلونها بحسب المنهج الباطني عندهم كتأويلهم قوله - سبحانه -: {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} الكهف: ٩٧ بقولهم: ما استطاعوا له نقبًا إذا عمل بالتقية.
وفي قوله: {فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء} (الكهف: ٩٨) قالوا: "رفع التقية عند الكشف فينتقم من أعداء الله". (انظر في تأويلهم للآيتين بذلك في: تفسير العياشي: ٢/٣٥١، البرهان: ٢/٤٨٦، البحار: ٥/١٦٨) . وغيرها من الآيات (راجع: فكرة التقريب: ص٢٢٠-٢٢١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>