للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع من يحذره" (١) .

ولأن التقية لا تعني - بهذه الصورة - سوى الكذب والنفاق، وهو مما تكرهه الفطرة السليمة وتمجه النفوس السوية ولا تقبله العقول، حاولت روايات الشيعة أن تحببها للأتباع، وتغريهم بالتزامها؛ فزعموا أنها عبادة لله، بل هي أحب العبادات إليه، روى الكليني: ".. عن هشام الكندي قال: سمعت أبا عبد الله يقول: والله ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخبء، فقلت: ما الخبء؟ قال: التقية" (٢) .

وجاء في الكافي وغيره: ".. عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله - رضي الله عنه - قال: كان أبي - عليه السلام - يقول: وأي شيء أقر لعيني من التقية" (٣) ، وفي رواية: "ما خلق الله شيئًا أقر لعين أبيك من التقية" (٤) .

هذه هي معالم التقية عند الشيعة الاثني عشرية، وقد ذكر صاحب الكافي أخبارها في "باب التقية" (٥) ، و"باب الكتمان" (٦) . و"باب الإذاعة" (٧) .

وذكر المجلسي في بحاره من رواياتهم فيها مائة وتسع روايات في باب عقده بعنوان "باب التقية والمداراة" (٨) .

أما سبب هذا الغلو في أمر التقية فيعود إلى عدة أمور منها:


(١) أمالي الطوسي: ١/١٩٩، وسائل الشيعة: ١١/٤٦٦، بحار الأنوار: ٧٥/٣٩٥
(٢) أصول الكافي: ٢/٢١٩، وانظر: ابن بابويه/ معاني الأخبار: ص١٦٢، وسائل الشيعة: ١١/٤٦٢
(٣) أصول الكافي: ٢/٢٢٠
(٤) ابن بابويه/ الخصال: ص٢٢، جامع الأخبار: ص١١٠، البرقي/ المحاسن: ص٢٥٨، الحر العاملي/ وسائل الشيعة: ١١/٤٦٠، ٤٦٤، بحار الأنوار: ٧٥/٣٩٤
(٥) أصول الكافي: ٢/٢١٧
(٦) أصول الكافي: ٢/٢٢١
(٧) أصول الكافي: ٢/٣٦٩
(٨) بحار الأنوار: ٧٥/٣٩٣-٤٤٣

<<  <  ج: ص:  >  >>