للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكقولهم بعصمة الأئمة، وضرورة اتباع قولهم (١) ، فهم أعطوهم بهذا معنى النبوة، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فمن جعل بعد الرسول معصومًا يجب الإيمان بكل ما يقوله فقد أعطاه معنى النبوة وإن لم يعطه لفظها" (٢) .

وبالغوا في الضلالة حينما زعموا أن الأنبياء عليهم السلام هم أتباع لعلي، وأن منهم من عوقب لرفضه ولاية علي، حتى جاء في أخبارهم "عن حبّة العرني قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: إنّ الله عرض ولايتي على أهل السّماوات وأهل الأرض أقرّ بها من أقرّ، وأنكرها من أنكر، أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقرّ بها" (٣) .

ولهم في هذا المعنى روايات كثيرة (٤) .

من هنا قرروا: بأن الأئمة هم أفضل من الأنبياء، وأن الأئمة جاءوا بالمعجزات لإقامة الحجة على الخلق أجمعين. وسأعرض لهاتين المسألتين بشيء من التفصيل في الصفحات التالية.

[تفضيلهم الأئمة على الأنبياء والرسل]

الرّسل أفضل البشر وأحقّهم بالرّسالة؛ حيث أعدّهم الله تعالى لكمال العبوديّة والتّبليغ والدّعوة والجهاد {اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} (٥) ، فهم قد امتازوا "برتبة الرّسالة عن سائر النّاس" (٦) .

وقد أوجب الله على الخلق متابعتهم. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ


(١) انظر فصل العصمة
(٢) منهاج السنة: ٣/١٧٤
(٣) بحار الأنوار: ٢٦/٢٨٢، بصائر الدّرجات: ص٢٢
(٤) ذكرها المجلسي في "باب تفضيلهم على الأنبياء" ٢٦/٢٦٧-٣١٩
(٥) الأنعام، آية:١٢٤
(٦) الحليمي/ المنهاج في شعب الإيمان: ١/٢٣٨

<<  <  ج: ص:  >  >>