للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الاستدلال على وقوع الغيبة]

عني الإمامية عناية شديدة بالبرهنة على صحة عقيدتهم في غيبة المهدي.. وقد اتجهوا إلى كتاب الله سبحانه يبحثون فيه عن سند لعقيدتهم، فلما لم يجدوا فيه ما يريدون استنجدوا كعادتهم بالتأويل الباطني المتسم بالتكلف الشديد والشطط البالغ وأولوا عدة آيات من كتاب الله بهذا المنهج.

جاء في أصل أصول التفسير عندهم (تفسير القمي) في قوله سبحانه: {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} (١) . قال: النهار هو القائم عليه السلام منا أهل البيت (٢) .

وجاء في أصح كتبهم الأربعة في قوله سبحانه: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ} (٣) ، قال: إذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد (٤) . وفي تفسير العياشي في قوله سبحانه: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ} (٥) . قال: "خروج القائم وأذان دعوته إلى نفسه" (٦) .

والأمثلة في مثل هذا اللون من التأويل كثيرة حتى ألفوا في هذا كتبًا مستقلة مثل "ما نزل من القرآن في صاحب الزمان" (٧) ، و"المحجة فيما نزل في القائم الحجة" (٨) ، وقد نشر الأخير في طبعة حديثة (٩) . قام على تحقيقها بعض الروافض


(١) الليل، آية: ٢
(٢) تفسير القمي: ٢/٤٢٥
(٣) الملك، آية: ٣٠
(٤) أصول الكافي: ١/٣٣٩، وانظر: تفسير العياشي: ٢/٧٦، إكمال الدين: ص٣٣٩، البرهان: ٢/١٠٢
(٥) التوبة، آية: ٣
(٦) تفسير العياشي: ٢/٧٦، البرهان: ٢/١٠٢
(٧) للرافضي عبد العزيز الجلودي (انظر: الذريعة ١٩/٣٠)
(٨) لشيخهم هاشم البحراني
(٩) نشر سنة (١٤٠٣هـ‍) عن مؤسسة الوفاء، بيروت

<<  <  ج: ص:  >  >>