للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو غير ذلك من المطاعن في الإسلام نفسه، إنما الخطر الذي اكتشفوه في الكتاب: "هو أنه جعل الأئمة ثلاث عشر" وهذه طامة كبرى تهدد بنيان الاثني عشرية بالسقوط، ولاسيما أن هذا وجد في كتاب يعتبر أبجد الشيعة، وأول كتاب ظهر لهم، ولهذا كفونا مؤنة نقض هذا الكتاب. فقرر فريق منهم أن "الكتاب موضوع لا مرية فيه" (١) .

وبدأوا يبينون عيوب الكتاب وأمارات وضعه فقالوا: إنه خالف التاريخ بقوله: "إن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت لأنه غصب الإمامة من علي" مع أن محمد بن أبي بكر ولد في سنة حجة الوداع فكيف يعظ أباه وعمره ثلاث سنوات (٢) ، كما أنه جعل الأئمة ثلاث عشر، وقالوا: بأن سليماً لا يعرف ولا ذكر في خبر، وأن أسانيد الكتاب مختلفة مضطربة (٣) ، واتهموا في وضع الكتاب أبان بن أبي عياش (٤) .

وحدد بعض المعاصرين تاريخ وضعه فقال: إنه موضوع في آخر الدولة الأموية لغرض صحيح (٥) .- ولم يبين دليله فيما ذهب إليه - وفريق منهم عزّ عليهم - فيما يبدو - أنه يفقدوا هذا الكتاب جملة واحدة مع أنه أصل من أصولهم وعمدة لشيوخهم.. فقال هذا الفريق: "والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه والتوقف في الفاسد من كتابه" (٦) . مع أن هذا الفاسد ينقض بنيان الاثني عشرية من الأساس وذلك في جعله الأئمة ثلاثة عشر.

ولهذا لم يرتض هذا القول من الدوائر الشيعية فرأى فريق منهم القيام بعمل جذري ينهي المشكلة التي أقلقتهم من أساسها فقاموا بتعديل الكتاب ليتلاءم والمنطق الشيعي.

وأشار الخوانساري إلى التغير في الكتاب فقال: "إن ما وصل إلينا من


(١) انظر: رجال الحلي: ص ٨٣، ابن داود/ الرجال: ص ٤١٣، ٤١٤
(٢) انظر: الخوانساري/ روضات الجنات: ٤/٦٧، رجال الحلي: ص٨٣
(٣) انظر: رجال الحلي: ص٨٣، الخوانساري/ روضات الجنات: ٤/٦٧، ابن داود/ الرجال: ص ٤١٣-٤١٤
(٤) انظر: رجال الحلي: ص٢٠٦، ابن داود/ الرجال: ص٤١٣-٤١٤
(٥) هو: أبو الحسن الشعراني/ في تعليقه على الكافي مع شرحه للمازندراني: ٢/٣٧٣-٣٧٤
(٦) رجال الحلي: ص٨٣، وسائل الشيعة: ٢٠/٢١٠

<<  <  ج: ص:  >  >>