للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنكار التحريف - منه (من الطوسي) فيه (في تفسير البيان) على نحو ذلك (أي من المدارة والتقية) ".

وثم يتجه وجهة أخرى ويشير إلى أن في كلام الطوسي تناقضاً يشعر أنه تقية فقال: "إن إخباره بأن ما دل على النقصان روايات كثيرة يناقض قوله: لكن طريقه الآحاد، إلا أن يحمل ما ذكرنا" (١) . أي من التقية.

ثم يعرض عن هذا كله ويقول: إن الطوسي "معذور (في إنكاره) لقلة تتبعه من قلة تلك الكتب عنده" (٢) .

هذا جانب من حيرة الطبرسي في أمر الطوسي وغيره من المنكرين لهذه الفرية، فإذا كان هذا أمر شيوخهم لا يكادون يقفون على حقيقة مذهب أئمتهم وشيوخهم القدامى بسبب أمر التقية فنحن أعذر في عدم الوصول إليه نتيجة جازمة يقينية.

والطوسي كما يلاحظ في إنكاره قد دس في الشهد سماً، وتناقض في حكاية مذهبه كما لا يخفى (٣) .


(١) فصل الخطاب: ص ٣٨
(٢) فصل الخطاب: ص ٣٥١
(٣) من ذلك زعمه أن العامة - يعني بهم أهل السنة - قد شاركوا طائفته في رواية هذا الكفر. وهذا كذب، وقد شهد شيخهم المفيد بتفرد طائفته بهذا البلاء (أوائل المقالات ص ١٣) . وأجمل أهل السنة، بل المسلمون جميعاً على صيانة كتاب الله عز وجل وسلامته من التحريف أو الزيادة أو النقص، محفوظ بحفظ الله له. قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر، آية: ٩....
وانظر ما قاله في هذا علماء التفسير من أهل السنة حول هذه الآية (انظر: القرطبي/ جامع أحكام القرآن: ١٠/٦٥، النسفي/ مدارك التأويل: ٢/١٧٩، تفسير الخازن: ٤/٤٧، تفسير ابن كثير: ٢/٥٩٢، تفسير البغوي: ٣/٤٤، البيضاوي/ أنوار التنزيل: ١/٥٣٨، الألوسي/ روح المعاني: ١٤/١٦، صديق خان/ فتح البيان: ٥/١٦٨، ١٦٩، الشنقيطي/ أضواء البيان: ٣/١٢٠، سيد قطب/ في ظلال القرآن: ٥/١٩٤ وغيرها.
وانظر في نقل أئمة السنة لإجماع المسلمين على حفظ كتاب الله وسلامته، وتكفيرهم لمن خالف ذلك: انظر: القاضي عياض/ الشفاء: ٢/٣٠٤-٣٠٥، ابن قدامة/ لمعة الاعتقاد: ص٢٠، البغدادي/ الفرق بين الفرق: ص ٣٢٧، ابن حزم/ الفصل: ٥/٢٢ وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>