للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما يزعمون - كل ما يحتاجه الناس، ولو ذهبنا نعرض ونفصل ما احتوته هذه الأبواب، ونحلل معلوماتها، ونبين ضروب تناقضاتها وأوهامها لكان بذاته بحثاً مستقلاً؛ ولكن نكتفي بالإشارة والمثال.

لقد كان مما تضمنته هذه الأبواب روايات عديدة عن صحيفة تسمى الجامعة أو الصحيفة، وصفوها بأنها "سبعون ذراعاً بخط علي عليه السلام، وإملاء رسول الله صلى الله عليهما وعلى أولادهما - كذا - فيها من كل حلال وحرام" (١) ، وليس من قضية إلا هي فيها حتى أرش الخدش (٢) ، وتكرر ذكر هذه المعلومات وما في معناها في روايات كثيرة (٣) .

ومن العجب أن أئمتهم يعدون أتباعهم بأنهم سيحكمون بما في هذه الصحيفة لو تمكنوا من الحكم حيث قالوا: "لو ولينا الناس لحكمنا بما أنزل الله لم نعد ما في هذه الصحيفة" (٤) .

أما القرآن فليس له ذكر، كما يخبرون بأنها هي دستورهم الذي يتبعون، حيث قالوا: ".. فنحن نتبع ما فيها ولا نعدوها" (٥) . وزعم أبو بصير (أحد رواتهم) بأنه رآها عند أبي جعفر (٦) ، كما زعم زرارة أنه استمع إلى نص من نصوصها يقول: "إن ما يحدث به المرسلون كصوت السلسلة أو كمناجاة الرجل صاحبه" (٧) .

كما نقلت رواياتهم أخباراً عن كتاب يسمونه كتاب علي، ووصفوا شكله


(١) أصول الكافي: ١/٢٣٩، بحار الأنوار: ٢٦/٢٢
(٢) أصول الكافي: ١/٢٣٩، بحار الأنوار: ٢٦/٢٢
(٣) انظر: بحار الأنوار: ٢٦/٢٢ وما بعدها، الروايات التالية: رقم ١١، ١٣، ١٥، ١٧، ١٨، ٢٢، ٢٣، ٢٥، ٦١، ٦٥، ٧٨، ٨٠، ٩٠ وغيرها
(٤) بحار الأنوار: ٢٦/٢٢-٢٣، بصائر الدرجات: ص٣٩
(٥) بحار الأنوار: ٢٦/٢٢-٢٣، بصائر الدرجات: ص٣٩
(٦) بحار الأنوار: ٢٦/٢٣، بصائر الدرجات: ص٣٩
(٧) بحار الأنوار: ٢٦/٢٤، بصائر الدرجات: ص ٣٩-٤٠

<<  <  ج: ص:  >  >>