للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويبدو أنه في ظل التحزب والتعصب يفقد العقل وظيفته، ويصاب الفكر بالشلل والتعطل.. فقد جعل هؤلاء المفترون لهذا الطفل المزعوم وظيفة "المشرع" أي منصب الأنبياء والرسل، مع أن مكانه - لو وجد - في حضانة وليه، وكانت بداية النقل الشرعي عن هذا الرضيع منذ ولادته، وهو ما لا يكون إلا في خيالاته المعتوهين.

استمع لابن بابويه الملقب عندهم بالصدوق يروي عمن سموها "نسيماً" وزعموا أنها خادمة هذا الرضيع، أنها قالت:

"قال لي صاحب الزمان وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست عنده فقال لي: رحمك الله، قالت نسيم: ففرحت بذلك، فقال لي - عليه السلام -: ألا أبشرك في العطاس؟ قلت: بلى يا مولاي، قال: هو أمان من الموت ثلاثة أيام" (١) . فهذا النص ينقله واحد من أكبر شيوخهم ويعتبره من سنة المعصومين والتي هي كقول الله ورسوله..

وقد تولى بث هذه الأخبار مجموعة من هؤلاء الأفاكين الذين يدعون الصلة بهذا المنتظر وارتضت هذه الطائفة أربعة منهم - كما سبق -، وسميت فترة النيابة التي تعاقبوا عليها بالغيبة الصغرى والتي استمرت زهاء سبعين سنة، كما كان في بلدان العالم الإسلامي مجموعة تمثل هؤلاء النواب، وكانوا يستلمون الأوال ويخرجون للناس التوقيعات المزعومة.

وقد اهتم شيوخ الشيعة بهذه التوقيعات ودونوها في كتبهم الأساسية، على أنها من الوحي الذي لا يأتيه الباطل (!) كما فعل الكليني في أصول الكافي (٢) . وابن بابويه في إكمال الدين (٣) ، والطوسي في الغيبة (٤) ، والطبرسي في الاحتجاج (٥) ، والمجلسي في البحار (٦) ، وقد جمع شيخهم عبد الله بن جعفر الحميري الأخبار


(١) إكمال الدين: ص ٤٠٦،-٤٠٧، ٤١٦
(٢) أصول الكافي: ١/٥١٧ وما بعدها (باب مولد الصاحب)
(٣) إكمال الدين: ص٤٥٠ وما بعدها (الباب التاسع والأربعون ذكر التوقيعات الوراردة عن القائم)
(٤) الغيبة ص ١٧٢ وما بعدها
(٥) الاحتجاج: ٢/٢٧٧ وما بعدها
(٦) بحار الأنوار: ٥٣/١٥٠-٢٤٦ (باب ما خرج من توقيعاته)

<<  <  ج: ص:  >  >>