للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء في التاريخ أن معاوية قال لبسر بن أرطأة حين وجهه إلى اليمن:

"امض حتى تأتي صنعاء فإن لنا بها شيعة" (١) .؛ فإذن لم يظهر مصطلح الشيعة دلالة على أتباع عليّ فحسب حتى ذلك الوقت.

ويبدو أن بدء التجمع الفعلي لمن يدعون التشيع، وابتداء التميز بهذا الاسم بدأ بعد مقتل الحسين. يقول المسعودي: وفي سنة خمس وستين تحركت الشيعة في الكوفة (٢) . وتكونت حركة التوابين، ثم حركة المحتار (الكيسانية) وبدأت الشيعة تتكون وتضع أصول مذهبها.. وأخذت تتميز بهذا الاسم.

من هنا يتضح أن اسم الشيعة كان لقباً يطلق على أية مجموعة تلتف حول قائدها، وإن كان بعض الشيعة يحاول أن يتجاهل الحقائق التاريخية ويدعي بأن الشيعة "هم أول من سموا باسم التشيع من هذه الأمة" (٣) ، ويتناسى بأن معاوية أطلق أيضاً على أتباعه كلمة الشيعة، ولكن الوقائع التاريخية تقول بأن لقب الشيعة لم يختص إطلاقه على أتباع عليّ إلا بعد مقتل عليّ - رضي الله عنه - كما يرى البعض (٤) ، أو بعد مقتل الحسين كما يرى آخرون (٥) .


(١) تاريخ اليعقوبي: ٢/١٩٧
(٢) مروج الذهب: ٣/١٠٠
(٣) القمي/ المقالات والفرق ص: ١٥، النوبختي/ فرق الشيعة ص: ١٨
(٤) محمد أبو زهرة/ الميراث عند الجعفرية ص: ٢٢
(٥) علي سامي النشار/ نشأة الفكر الفلسفي: ٢/٣٥

<<  <  ج: ص:  >  >>