للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم لو كان ذلك الذم تقية لم يصل إلى هذا الحد من اللعن والتكفير، ثم إن جعفراً كان في عصره محل الإجلال والتكريم فكيف يهان من يحبه ويقربه؟، وإذا كانت التقية من جعفر للدفاع عن زرارة فلماذا يفتري زرارة عليه بأنه أمره ألا يصلي العصر إلا بعد غروب الشمس ويكذبه، ويسيء إليه، فهل في هذا تقية؟!، ولذلك حاول شيخهم أن يتخلص من روايات ذم زرارة في كتبهم بحمل قسم منها على التقية (١) . والتخلص من القسم الآخر في الطعن في سنده.

وقد لحظت أن طعنه في بعض رجال تلك الروايات لا يستقيم مع ما جاء عنه في كتب الرجال عندهم فهو - مثلاً - قد ردّ روايات في ذم زرارة بحجة أن فيها جبرائيل بن أحمد هو - كما يقول - مجهول (٢) ، في حين أنه ليس بمجهول عندهم، لأنه كما يقول الأردبيلي: كان مقيماً بكش كثير الرواية عن العلماء بالعراق وقم وخراسان (٣) .

ثم إنه قام بالطعن في روايات الذم فقط وأهمل النظر في روايات المدح وهذا تحيز ظاهر.

ولكن شيوخهم يجرون هذا الحكم في كل رجل ذمه الأئمة وارتضى شيوخهم أخباره مثل أحمد بن محمد المروزي (٤) ، وإسماعيل بن جابر الجعفي (٥) ، وبريد بن معاوية العجلي (٦) ، وحريز بن عبد الله السجستاني (٧) . وغيرهم.


(١) معجم رجال الحديث: ٧/٢٤٥
(٢) السابق: ٧/٢٤١
(٣) جامع الرواة: ١/١٤٦
(٤) قال الحر العاملي: روى الكشي وغيره فيه مدحاً وذماً، ولعل وجه الذم يأتي في زرارة (أي حمل الذم على التقية) . (وسائل الشيعة: ٢٠/١٢٧، انظر: رجال الكشي: ص ٥٥٩-٥٦٢، جامع الرواة: ١/٤٨-٤٩)
(٥) قال الحر العاملي: "وفيه ذم يسير ضعيف السند والدلالة، ويأتي وجهه في زرارة" (وسائل الشيعة: ٢٠/١٣٩، وانظر رجال الكشي: ص ١٩٩)
(٦) قال الحر العاملي: "وجه من وجوه أصحابنا، ثقة فقيه، وعدّه الكشي من أصحاب الإجماع (أي ممن أجمعت الشيعة على تصحيح رواياتهم) وفيه بعض الذم يأتي الوجه في مثله في زرارة". (وسائل الشيعة: ٢٠/١٤٥-١٤٦، وانظر: رجال النجاشي: ص ٨٧، رجال الحلي: ص ٢٦-٢٧، جامع الرواة: ١/١١٧-١١٩، رجال الكشي: ص ١٤٨ "وفيه قال أبو عبد الله: لعن الله بريداً")
(٧) قال الحر العاملي: "كوفى ثقة، وفيه مدح، وفيه ذم محمول على التقية لما يأتي في زرارة" (وسائل =

<<  <  ج: ص:  >  >>