للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا مولاي صلوات الله عليك مستغيثًا، فأغثني يا مولاي صلوات الله عليك عند اللهف، وقدّم المسألة لله عزّ وجلّ في أمري قبل حلول التّلف وشماتة الأعداء، فبك بسطت النّعمة عليّ، واسأل الله (الخطاب للإمام في قبره) جلّ جلاله لي نصرًا عزيزًا.." (١) .

ثم ذكروا بأنه يصعد النّهر أو الغدير وينادي على أحد أبواب المنتظر (٢) . فينادي أحدهم ويقول: "يا فلان بن فلان سلام الله عليك، أشهد أنّ وفاتك في سبيل الله وأنت حيّ عند الله مرزوق، وقد خاطبتك في حياتك التي لك عند الله جلّ وعزّ، وهذه رقعتي وحاجتي إلى مولانا عليه السّلام فسلّمها إليه فأنت الثّقة الأمين" (٣) .

قالوا: "ثم ارم بها في النّهر وكأنّك تخيل لك أنّك تسلّمها إليه" (٤) .

وهناك رسائل أيضًا تبعث إلى المنتظر المعدوم لطلب الاستغاثة.

وقد قرر المحققون من أهل العلم بالأنساب والتواريخ أن هذا المنتظر الذي تنتظره الرافضة لم يولد أصلاً؛ لأن الحسن العسكري مات عقيمًا - كما سيأتي - ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا المنتظر: "وهو شيء لا حقيقة له ولم يكن هذا في الوجود قط" (٥) . ومع هذا فقد وضعوا من الروايات في مشروعية إرسال رقاع إلى هذا المعدوم لطلب الاستغاثة والنجدة فيما لا يقدر عليه إلا الله، فمن ذلك أيضًا:

قالوا: تكتب رقعة إلى صاحب الزّمان وتكتب فيها "بسم الله الرّحمن الرّحيم،


(١) بحار الأنوار: ٩٤/٢٩-٣٠
(٢) وهم أربعة: عثمان بن سعيد، أو ابنه محمد، أو الحسن بن روح، أو علي السّمري. (بحار الأنوار: ٩٤/٣٠) ، وانظر: فصل الغيبة من هذه الرسالة
(٣) بحار الأنوار: ٩٤/٣
(٤) بحار الأنوار: ٩٤/٣
(٥) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ٢٨/٤٠١

<<  <  ج: ص:  >  >>