للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخصوص، وقالوا بإمامته وخلافته نصاً ووصية، إما جلياً، وإما خفياً، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره، أو بتقية من عنده. وقالوا: ليست الإمامة قضية مصلحية تناط باختيار العامة وينتصب الإمام بنصبهم، بل هي قضية أصولية، وهي ركن الدين لا يجوز للرسل عليهم السلام إغفاله وإهماله، ولا تفويضه إلى العامة وإرساله.

ويجمعهم القول بوجوب التعيين والتنصيص، وثبوت عصمة الأنبياء والأئمة وجوباً عن الكبائر والصغائر. والقول بالتولي والتبري قولاً وفعلاً وعقداً إلا في حال التقية، ويخالفهم بعض الزيدية في ذلك" (١) .

ومن هذا التعريف يتبين أن جميع فرق الشيعة - ما عدا بعض الزيدية - يتفقون على وجوب اعتقاد الإمامة، والعصمة، والتقية، وسنرى أن الاثني عشرية يقولون بعقائد أخرى كالغيبة، والرجعة، والبداء.. وغيرها.

كما ينبغي أن يلحظ أن الإمام زيداً وأتباعه لا يحكمون بعصمة الإمام، ولا يمنعون الأمة من تعيين من تختاره للإمامة، ولذا يجوّز الإمام زيد إمامة المفضول مع وجود الفاضل، ولا يقول بالتقية، وكأن الشهرستاني يشير إلى ذلك بقوله: "ويخالفهم بعض الزيدية في ذلك". على أن هناك من الزيدية من يقول بعصمة فاطمة، وعلي، والحسين (٢) ، ومن يقول بالنص على إمامة الثلاثة: علي وولديه" (٣) . وأكثر الزيدية على خلاف ذلك (٤) .


= توفي سنة (٥٤٨هـ‍) ، وكانت ولادته عام ٤٦٧هـ‍، وقيل: ٤٧٩هـ‍.
انظر: طبقات الشافعية: ٦/١٢٨-١٣٠، مرآة الجنان: ٣/٢٨٤-٢٩٠
(١) الملل والنحل: ٦/١٤٦
(٢) انظر: ابن المرتضى/ البحر الزخار ص: ٩٦، المقبلي/ المعلم الشامخ ص: ٣٨٦، ابن عباد/ نصرة مذاهب الزيدية ص: ١٦٤-١٩٦
(٣) يحيى بن حمزة/ الرسالة الوازعة ص: ٢٨
(٤) انظر السمرقندي/ المعتقدات: الورقة ٣٥ (مخطوط)

<<  <  ج: ص:  >  >>