للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسوله صلى الله عليه وسلم في قبره، وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي صلوات الله عليهم.. أشهدكم أنّي امرؤ ولدني رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معي براءة من الله، إن أطعته رحمني، وإن عصيته عذّبني عذابًا شديدًا" (١) .

ولكن شيوخ الشيعة يعدون مثل هذه الإقرارات من باب التقية (٢) . فأضلوا قومهم سواء السبيل، وأصبح مذهب الشّيعة مذهب الشّيوخ لا مذهب الأئمّة.

وهذه المقالة التي عرضت لبعض شواهدها عندهم والتي تزعم حلول جزء إلهي بالأئمة، قد تطورت عند بعض شيوخهم واتسع نطاقها إلى القول "بوحدة الوجود" (٣) . وعدوا ذلك أعلى مقامات التوحيد، فهو الغاية في التوحيد عند شيخهم النراقي (٤) ، كما أن شيخهم الكاشاني - صاحب الوافي أحد أصولهم الأربعة المتأخرة - كان يقول بعقيدة وحدة الوجود، وله رسالة في ذلك، جرى فيها مجرى ابن عربي وعبر عنه ببعض العارفين (٥) .

والاتجاه الصوفي المتطرف قد تغلغل في كيان المذهب الاثني عشري، وعشعش في عقول أساطين المذهب من المتأخرين، وبين الأفكار الصوفية الغالية والعقائد الشيعية المتطرفة تشابه وتلاق (٦) .


(١) رجال الكشّي: ص ٢٢٥-٢٢٦
(٢) انظر: ص١٥١، وراجع: مبحث التقية في هذا الكتاب
(٣) وحقيقتها أن وجود الكائنات هو عين وجود الله. (انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ١/١٤٠)
(٤) مهدي بن أبي ذر الكاشاني النراقي، المتوفى سنة (١٢٠٩هـ‍) (انظر: الذريعة: ٥/٥٨، وانظر نص النراقي في ذلك في كتابه: جامع السعادات ص١٣٢-١٣٣)
(٥) لؤلؤة البحرين: ص١٢١
(٦) راجع في ذلك: الصلة بين التصوف والتشيع/ لمصطفى كامل الشيبي، والفكر الشيعي والنزعات الصوفية للمؤلف نفسه، والفكر الصوفي/ عبد الرحمن عبد الخالق ص٣٨٩، وقد غاظت هذه الحقيقة بعض متعصبي الشيعة الاثني عشرية وهو هاشم معروف الحسيني فرد على الشيبي بكتاب سماه: "بين التصوف والتشيع"

<<  <  ج: ص:  >  >>