للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} (١) .

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللهُ} يقول: مصائبهم عند الله {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} .

وقال ابن جريج عن ابن عباس قال: " {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللهُ} أي: من قبل الله" (٢) .

وعن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الطيرة شرك الطيرة شرك ثلاثًا" (٣) .

وهذا صريح في تحريم الطيرة، وأنها من الشرك، لما فيها من تعلق القلب بغير الله تعالى (٤) .

وقال ابن حجر: "وإنما جعل ذلك شركًا لاعتقادهم أن ذلك يجلب نفعًا أو يدفع ضرًا فكأنهم أشركوه مع الله تعالى" (٥) . وهي دعوة باطلة لإضاعة الأوقات وتأجيل الحاجات، وصرف للقلوب عن الخالق البارئ إلى مخلوقات لا تضر ولا تنفع.

غير أنه لا يكاد يوجد شذوذ عند الشيعة إلا وفيه من رواياتهم نفسها ما يرد هذا الشذوذ ويبطله، فقد جاء في رواياتهم ما ينقض هذه الدعاوى، وأبلغ ما يكون نقض الخصم لكلامه بنفسه، فقد روت كتب الشيعة أن أبا عبد الله قال: لا


(١) الأعراف، آية:١٣١
(٢) تفسير ابن كثير: ٢/٢٥٧
(٣) رواه أبو داود في الطب، باب في الطيرة: ٤/٢٣٠ رقم (٣٩١٠) ، والترمذي في السير، باب ما جاء في الطيرة: ٤/١٦٠-١٦١، رقم (١٦١٤) ، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه في الطب، باب من كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة: ٢/١١٧٠، رقم (٣٥٣٨) ، ورواه ابن حبان في صحيحه "موارد الظمآن" رقم (١٤٢٧)
(٤) فتح المجيد: ص٣٦١
(٥) فتح الباري: ١٠/٢١٣، وانظر: ابن منظور/ لسان العرب: ٤/٥١٣

<<  <  ج: ص:  >  >>