للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منسوبة إليهم (١) .

ولكن شيوخ الاثني عشرية يدافعون عن هؤلاء الضلال الذين استفاض خبر فتنتهم، واستطار شرهم ويتكلفون تأويل كل بائقة منسوبة إليهم أو تكذيبها (٢) .

حتى قال المجلسي: "ولعل المخالفين نسبوا إليهما (٣) . هذين القولين (٤) . معاندة" (٥) .

وأقول: أما إنكار بعض الشيعة لذلك فقد عهد منهم التكذيب بالحقائق الواضحات، والتصديق بالأكاذيب البينات.

وأما دفاعهم عن هؤلاء الضلال فالشيء من معدنه لا يستغرب، فهم يدافعون عن أصحابهم، وقد تخصص طغام منهم للدفاع عن شذاذ الآفاق، ومن استفاض شره، وتناقل الناس أخبار مروقه وضلاله، في حين أنهم يتناولون من أثنى الله عليهم ورسوله بالذم والتفكي.

وقد يقال: إن ما سلف من أقوال عن هشام وأتباعه هي من نقل خصوم الشيعة فلا يكون حجة عليهم.

ومع أن تلك النقول عن أولئك الضلال قد استفاضت من أصحاب المقالات على اختلاف اتجاهاتهم، وهم أصدق من الرافضة مقالاً، وأوثق نقلاً، وهي تثبت أن الرافضة هم الأصل في إدخال هذه البدعة على المسلمين. لكن القول بأن نسبة التجسيم إليهم قد جاءت من الخصوم، ولا شاهد عليها من كتب


(١) انظر: ص (٥٢٨) هامش رقم: (٣)
(٢) انظر: المجلسي في دفاعه عن هؤلاء في بحار الأنوار: ٣/٢٩٠-٢٩٢
(٣) يعني هشام بن الحكم، وهشام بن سالم الجواليقي
(٤) يشير إلى ما نسب إليهما من القول بالجسم، والقول بالصورة
(٥) بحار الأنوار: ٣/٢٨٨

<<  <  ج: ص:  >  >>