للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا المعنى تناقله أساطين المذهب في روايات عديدة منسوبة لجعفر الصادق وغيره (١) .

الله سبحانه يقول: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} وهؤلاء يقولون: نحن الأسماء الحسنى، فأي محاداة لله وكتابه أعظم من هذا! إن من معين هذه النصوص المظلمة تستقي طوائف الباطنية الملحدة والتي تذهب لتأليه الأئمة.. ومن مائها الآسن ترتوي.

وتفصل روايات أخرى لهم ما أجملته الرواية السابقة فيروون عن أبي جعفر أنه قال: "نحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم، ونحن عين الله في خلقه، ويده المبسوطة بالرحمة على عباده، عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا" (٢) .

وعن أبي عبد الله: "إن الله خلقنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة، ووجهه الذي يؤتى منه، وبابه الذي يدل عليه، وخزانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار، وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء وينبت عشب الأرض، وبعبادتنا عبد الله ولولانا ما عُبد الله" (٣) .

وزعموا أن أمير المؤمنين عليًا قال: "أنا عين الله وأنا يد الله وأنا حبيب الله وأنا باب الله" (٤) . وقال - كما يفترون -: "أنا علم الله، وأنا قلب الله الواعي، ولسان الله النّاطق، وعين الله النّاظرة، وأنا جنب الله وأنا يد الله" (٥) .


(١) انظر: تفسير العياشي: ٢/٤٢، المفيد/ الاختصاص: ص٢٥٢، المجلسي/ بحار الأنوار: ٩٤/٢٢، النوري الطبرسي/ مستدرك الوسائل: ١/٣٧١، البرهان: ٢/٥٢، تفسير الصافي ٢/٢٥٤-٢٥٥
(٢) أصول الكافي: ١/١٤٣، البرهان: ٣/٢٤٠
(٣) أصول الكافي: ١/١٤٤، ابن بابويه/ التوحيد ص١٥١-١٥٢، بحار الأنوار ٢٤/١٩٧، البرهان: ٣/٢٤٠-٢٤١
(٤) أصول الكافي: ١/١٤٥، بحار الأنوار: ٢٤/١٩٤
(٥) ابن بابويه/ التّوحيد ص١٦٤، بحار الأنوار: ٢٤/١٩٨

<<  <  ج: ص:  >  >>