للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جلدة" (١) .

أما علم ما يكون فهو الآخر قالوا بأن وسيلته غير مصحف فاطمة؛ لأنه في الجفر، وخلق أعظم من جبرائيل وميكائيل (٢) . إلخ حتى قاالوا: "ما ينقلب طائر في الهواء إلا وعندنا فيه علم" (٣) .

ثم رجعوا وقالوا: إن العلم كله إنما يؤخذ من كتاب الله، كقوله روايتهم بأن أبا عبد الله قال: "إني أعلم ما في السماوات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة، وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان وما يكون". قال (الراوي) : ثم مكث هنيهة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه فقال: "علمت ذلك من كتاب الله عز وجل، إن الله عز وجل يقول: فيه تبيان كل شيء" (٤) .

وقد مضى ما نقله بعض شيوخهم المعاصرين من القول بإيمان الشيعة بسلامة كتاب الله، لأنه قوبل على مصحف فاطمة (٥) . ولكن قال شيخهم الآخر الخنيزي: إن مصحف فاطمة غير القرآن وعلى ذلك تدل نصوصهم (٦) .

أقوال وروايات يكذب بعضه الآخر، ولا يخجلون من ذلك لأن دينهم التقية.

وفي كتاب "دلائل الإمامة" وهو من كتبهم المعتمدة عندهم (٧) . ترد رواية


(١) بحار الأنوار: ٢٦/١٩-٢٠، عن بصائر الدرجات: ص٣٨
(٢) بحار الأنوار: ٢٦/١٩، أمالي ابن الطوسي: ص٢٦٠
(٣) بحار الأنوار: ٢٦/١٩، عيون أخبار الرضا: ص٢٠٠
(٤) مضى تخريجه من كتب الشيعة، والتعليق عليه ص (١٣٦)
(٥) انظر: ص (٢٦٧)
(٦) الخنيزي/ الدعوة الإسلامية: ١/٤٧
(٧) قال عالمهم المجلسي عن الكتاب "دلائل الإمامة": من الكتب المعتبرة المشهورة، أخذ منه جملة من تأخر عنه كالسيد ابن طاووس وغيره.. ومؤلفه من ثقات رواتنا الإمامية (محمد بن جرير بن رستم الطبري) وليس هو ابن جرير صاحب التاريخ المخالف (المجلسي/ البحار ١/٣٩-٤٠) وقالت مقدمة الكتاب: "وهذا الكتاب لم يزل مصدرًا من مصادر الشيعة في الإمامة والحديث تركن إليه وتعتمد عليه في أجيالها المتعاقبة منذ تأليف إلى وقتنا الحاضر" (من مقدمة الكتاب: ص٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>