للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاثني عشر ذكرا، فضلاً عن أن يقدموا على أنبياء الله ورسله.

كما أنه يلاحظ "أن الأنبياء لكونهم أرفع رتبة يقدمون بالذكر على غيرهم من صالحي عباد الله. قال تعالى: {فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ} (١) . (٢) . فرتب الله سبحانه عباده السعداء المنعم عليهم أربع مراتب (٣) . "وكتاب الله يدل في جميع آياته على اصطفاء الأنبياء واختيارهم على جميع العالم" (٤) .

وقد أجمع أهل القرون الثلاثة على تفضيل الأنبياء على من سواهم، وهذا الإجماع حجة - حتى عند الشيعة - لأن فيهم الأئمة (٥) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أولياء الله تعالى على أن الأنبياء أفضل من الأولياء الذي ليسوا بأنبياء" (٦) .

والعقل يدل صريحًا على أن جعل النبي واجب الطاعة وجعله أمرًا وناهيًا وحاكمًا على الإطلاق والإمام نائبًا وتابعًا له لا يعقل بدون فضيلة النبي عليه، ولما كان هذا المعنى موجودًا في حق كل نبي مفقودًا في حق كل إمام لم يكن إمام أفضل من نبي أصلاً، بل يستحيل (٧) .

ثم إنّه قد ورد في كتب الشّيعة نفسها ما يتّفق مع النّصّ والإجماع والعقل، وينفي ذلك الشّذوذ؛ وهو ما رواه الكليني عن هشام الأحول عن زيد بن علي أنّ الأنبياء أفضل من الأئمّة، وأنّ من قال غير ذلك فهو ضالّ (٨) .


(١) النّساء، آية: ٦٩
(٢) مختصر الصّواقع: ص١٨٧
(٣) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ١١/٢٢١
(٤) مختصر التحفة: ص١٠١
(٥) مختصر الصواقع: ص١٨٦-١٨٧
(٦) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ١١/٢٢١
(٧) مختصر التحفة: ص١٠١
(٨) انظر: مختصر الصّواقع: ص١٨٧

<<  <  ج: ص:  >  >>