للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخليفتين الراشدين العظيمين: أبي بكر وعمر، قالوا - مثلاً -: "وقع في الخبر أن القائم - رضي الله عنه - إذا ظهر يحييهم ويلزمهم بكل ذنب وفساد وقع في الدنيا، حتى قَتْل قابيل وهابيل، ورَمْي إخوة يوسف له في الجب، ورمي إبراهيم في النار وسايرها"، وكذا روي عن الصادق: "أنه ما أزيل حجر من موضعه، ولا أريقت محجمة دم إلا وهو في أعناقهما - يعني الخليفة الأول والثاني-" (١) .

الرأي الثاني (من آراء الشيعة) :

ويزعم بعض الروافض في القديم والحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي وضع بذرة التشيع، وأن الشيعة ظهرت في عصره، وأن هناك بعض الصحابة الذين يتشيعون لعليّ، ويوالونه في زمنه صلى الله عليه وسلم.

يقول القمي: "فأول الفرق الشيعة، وهي فرقة علي بن أبي طالب المسمون شيعة علي في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وبعده، معروفون بانقطاعهم إليه والقول بإمامته، منهم المقداد بن الأسود الكندي، وسلمان الفارسي، وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري، وعمار بن ياسر المذحجي.. وهم أول من سمو باسم التشيع من هذه الأمة (٢) . ويشاركه في هذا الرأي النوبختي (٣) ، والرازي (٤) .

ويقول محمد حسين آل كاشف الغطا (المتوفى سنة ١٣٧٣هـ‍) : إن أول من وضع بذرة التشيع في حقل الإسلام هو نفس صاحب الشريعة -؛ يعني أن بذرة التشيع وضعت في بذرة الإسلام (٥) . جنباً إلى جنب، وسواء بسواء، ولم


(١) البحراني/ درة نجفيه ص: ٣٧، وانظر: رجال الكشي ص: ٢٠٥-٢٠٦، وانظر: الأنوار النعمانية: ١/٨٢
(٢) المقالات والفرق ص: ١٥
(٣) فرق الشيعة ص: ١٧، وقد وَهِمَ الشيبي في نقله لرأي النوبختي، حيث نسب إليه أنه يقول بأن التشيع نشأ بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم (انظر: الصلة بين التصوف والتشيع ص: ٢٢)
(٤) انظر: الرازي (من شيوخ الإسماعيلية) الزينة ص: ٢٠٥ (مخطوط)
(٥) لاحظ أن هذا اعتراف منه بأن بذرة التشيع غير بذرة الإسلام

<<  <  ج: ص:  >  >>