للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما خلق من نور ولدها، لأنها ليست من الأوصياء باتفاقهم فلا تأكل من طعام الجنة، ويبدو أنهم لم يزيدوا ذلك خشية أن تدخل فيه بنات النبي الأخريات، وليس لهن نصيب من الود في دين الشيعة.

وما دام أمر الآخرة في نظر هذه الزمرة للإمام بهذه الوجوه المذكورة، فإن كل مراحل الحياة الأخروية صبغتها الشيعة بآثار غلوهم في الإمام والأئمة. فالأئمة يحضرون عند الموت. قال المجلسي في بيان اعتقادات طائفته: "يجب الإقرار بحضور النبي والأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم عند موت الأبرار والفجار والمؤمنين والكفار، فينفعون المؤمنين بشفاعتهم في تسهيل غمرات الموت وسكراته عليهم، ويشددون على المنافقين ومبغضي أهل البيت صلوات الله عليهم، ولا يجوز التفكر في كيفية ذلك إنهم يحضرون - كذا - في الأجساد الأصلية أو المثالية أو بغير ذلك" (١) .

وحينما يوضع الميت في قبره، يجعل معه تربة من تراب الحسين، لأنها بزعمهم أمان له، وعقد لهذا الحر العاملي بابًا بعنوان "باب استحباب وضع التّربة الحسينيّة مع الميّت في الحنوط والكفن وفي القبر" (٢) ، وكذلك خصّص لها صاحب مستدرك الوسائل بابًا بنفس العنوان المذكور (٣) .

ومن وصاياهم في ذلك قولهم: "ويجعل معه شيء من تربة الحسين فقد روي أنّها أمان" (٤) ، ولهم في هذه المسألة أحاديث كثيرة (٥) .

والتكليف بزعمهم ورفع الدرجات وعمل الحسنات يحصل من الميت


(١) الاعتقادات: ص٩٣-٩٤
(٢) وسائل الشّيعة: ٢/٧٤٢
(٣) مستدرك الوسائل: ١/١٠٦
(٤) مستدرك الوسائل: ١/١٠٦
(٥) وسائل الشيعة: ٢/٧٤٢، مستدرك الوسائل: ١/١٠٦، الطّوسي/ تهذيب الأحكام: ٢/٢٧، الطّبرسي/ الاحتجاج: ص٢٧٤، الكفعمي/ المصباح: ص٥١١

<<  <  ج: ص:  >  >>