للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الأصل الذي هو قاعدة دينهم، فجعلوا رئاسة الدّولة تتمّ عن طريق الانتخاب.. لكنهم خرجوا عن حصر العدد إلى حصر النوع فقصروا رئاسة الدولة على الفقيه الشيعي (١) .

هذا ويحتجّ الاثنا عشريّة في أمر تحدي عدد الأئمّة بما جاء في كتب السّنّة عن جابر بن سمرة قال: "يكون اثنا عشر أميرًا - فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنّه قال: كلّهم من قريش" هذا لفظ البخاري (٢) ، وفي مسلم عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يزال الإسلام عزيزًا إلى اثني عشر خليفة" ثم قال كلمة لم أفهمها. فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: "كلّهم من قريش" (٣) . وفي لفظ: "لا يزال هذا الدّين عزيزًا منيعًا إلى اثني عشر خليفة" (٤) ، وفي لفظ آخر: "لا يزال أمر النّاس ماضيًا ما وليهم اثنا عشر رجلاً" (٥) . وعند أبي داود: "لا يزال هذا الدّين قائمًا حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة، كلّهم تجتمع عليهم الأمّة" (٦) . وأخرجه أبو داود أيضًا من طريق الأسود بن سعيد عن جابر بنحو ما مضى قال: "وزاد فلما رجع إلى منزله أتته قريش فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: الهرج" (٧) .

يتعلق الاثنا عشرية بهذا النص ويحتجون به على أهل السنة، لا لإيمانهم بما جاء في كتب أهل السنة (٨) ، ولكن للاحتجاج عليهم بما يسلمون به.


(١) انظر: الخميني/ الحكومة الإسلامية: ص٤٨
(٢) صحيح البخاري، كتاب الأحكام، باب الاستخلاف: ٨/١٢٧
(٣) صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب النّاس تبع لقريش والخلافة في قريش: ٢/١٤٥٣
(٤) صحيح مسلم، ٢/١٤٥٣
(٥) صحيح مسلم، ص١٤٥٢
(٦) سنن أبي داود، أوّل كتاب المهدي: ٤/٤٧١
(٧) سنن أبي داود: ٤/٤٧٢، وأخرج البزار هذه الزيادة من وجه آخر فقال فيها: "ثم رجع إلى منزله فأتيته فقلت: ثم يكون ماذا؟ قال: الهرج". (ابن حجر/ فتح الباري: ١٣/٢١١)
(٨) انظر ممن يحتج بذلك من شيوخهم: ابن بابويه/ الخصال: ص٤٧٠، الطوسي/ الغيبة: ص٨٨، الأربلي/ كشف الغمة: ص٥٦-٥٧، البياضي/ الصراط المستقيم: ٢/١٠٠، شبر/ حق اليقين: ص ٣٣٨، السماوي/ الإمامة: ١/١٤٧، وغيرهم كثير

<<  <  ج: ص:  >  >>