للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والولاية بالكسر والاسم منها والي ومتولي" (١) .

ولهذا قال الفقهاء: إذا اجتمع في الجنازة الوالي والولي فقيل: يقدم الوالي وهو قول أكثرهم، وقيل: يقدم الولي: فلفظ الولي والولاية غير لفظ الوالي (٢) .

ولو أراد سبحانه الولاية التي هي الإمارة لقال: (إنما يتولى عليكم) ..

فتبين أن الآية دلت على الموالاة المخالفة للمعادة الثابتة لجميع المؤمنين بعضهم على بعض (٣) ، ولهذا جاء قوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا} بصيغة الجمع.

وإذا كانت هذه أقوى أدلتهم - كما يقوله شيوخهم - تبين أنهم ليسوا على شيء؛ ذلك أن الأصل أن يستعمل في هذا الأمر العظيم - والذي هو عند الشيعة أعظم أمور الدين، ومنكره في عداد الكافرين - صيغة واضحة جلية، يفهمها الناس بمختلف طبقاتهم، يدركها العامي، كما يدركها العالم، ويفهمها اللاحق، كما يفهمها الحاضر، ويعرفها البدوي، كما يعرفها الحضري، فلما لم يستعمل مثل ذلك في كتاب الله دل على أنه لا نص كما يزعمون، فليست الآية المذكورة - وغيرها مما يستدلون به - من ألفاظ الاستخلاف المعروفة في لغة العرب، والقرآن نزل بلسان عربي مبين. فأين يذهب الشيعة بعد هذا؟ إما إلى الكفر بالقرآن وهو كفر بالإسلام، وإما ترك الغلو والتطرف والتعصب والرجوع إلى الحق، وهذا هو المطلوب.

هذه أقوى آية يستدلون بها من كتاب الله، ويسمونها آية الولاية، ولهم تعلق بآيات أخرى ذكرها ابن المطهر الحلي، وأجاب عليها شيخ الإسلام ابن تيمية بأجوبة جامعة (٤) ، ومن يراجع كتب التفسير والحديث عندهم يلاحظ أنهم


(١) المقدسي/ رسالة في الرد على الرافضة: ص٢٢٠-٢٢١، وراجع مختار الصحاح، مادة "ولي"
(٢) منهاج السنة: ٤/٨
(٣) منهاج السنة: ٤/٨. وللمزيد من التفصيل راجع: تفسير الفخر الرازي: ١٢/٢٥ وما بعدها، تفسري الألوسي: ٦/١٦٧ وما بعدها
(٤) وقد قدّم الدكتور علي السالوس - في رسالة له بعنوان: "الإمامة عند الجعفرية والأدلة من القرآن العظيم"- عرضًا ومناقشة للآيات القرآنية الكريمة التي يستدل بها الإمامية لقولهم بالإمامة، =

<<  <  ج: ص:  >  >>