للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعثمان والصحابة وتبرأ منهم، وادعى أن علياً - رضي الله عنه - أمره بذلك"، ويذكر القمي أن علياً بلغه ذلك فأمر بقتله ثم ترك ذلك واكتفى بنفيه إلى المدائن (١) .

كما ينقل عن جماعة من أهل العلم - كما يصفهم -: "أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم، ووالى علياً وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بهذه المقالة، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي بمثل ذلك، وهو أول من شهد بالقول بفرض إمامة علي بن أبي طالب وأظهر البراءة من أعدائه.. وأكفرهم، فمن هاهنا قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية (٢) . ثم يذكر القمي موقف ابن سبأ حينما بلغه نعي علي حيث ادعى أنه لم يمت وقال برجعته، وغلا فيه (٣) .

هذا ما يقوله القمي عن ابن سبأ، والقمي عند الشيعة ثقة واسع المعرفة بالأخبار (٤) ، ومعلوماته - عندهم - مهمة نظراً لقدم فترتها الزمنية، ولأن سعداً القمي كما روى شيخهم الملقب عندهم بالصدوق قد لاقى في إمامهم المعصوم - في نظرهم - الحسن العسكري وسمع منه (٥) . ونجد شيخهم الآخر النوبختي يتحدث عن ابن سبأ ويتفق فيما يقوله عن ابن سبأ مع القمي حتى في الألفاظ نفسها (٦) ، والنوبختي ثقة معتمد عندهم (٧) . وعالمهم الكشي (٨) . يروي ست روايات في ذكر


(١) المقالات والفرق ص: ٢٠
(٢) المقالات والفرق ص: ٢٠
(٣) المقالات والفرق ص: ٢١
(٤) انظر: الطوسي/ الفهرست ص: ١٠٥، الأردبيلي / جامع الرواة: ١/٣٥٢
(٥) انظر: ابن بابويه القمي/ إكمال الدين ص: ٤٢٥-٤٥٣
(٦) انظر: فرق الشيعة للنوبختي ص: ٢٢-٢٣
(٧) انظر: الطوسي/ الفهرست ص: ٧٥، الأردبيلي/ جامع الرواة: ١/٢٢٨، عباس القمي/ الكنى والألقاب: ١/١٤٨، الحائري/ متقبس الأثر: ١٦/١٢٥
(٨) وهو عندهم "ثقة بصير بالأخبار والرجال" (الطوسي/ الفهرست: ١٧١)

<<  <  ج: ص:  >  >>