للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رماها به بعد هذا الذي ذكر في الآية فإنه كافر، لأنه معاند للقرآن" (١) .

وقال القرطبي: "فكل من سبها مما برأها الله منه مكذب لله، ومن كذب الله فهو كافر" (٢) .

هذا وظاهرة التكفير عند الشيعة لا تخص جيل الصحابة، وإن كان الصحابة ينالهم النصيب الأوفى من السب والتكفير باعتبار أنهم حملة الشريعة، ونقلة الكتاب والسنة، والمبلغون عن رسول الله دين الله، ولذلك صار "الطعن فيهم طعن في الدين" (٣) . وكان هذا هو هدف الزنادقة من وراء الحملة الضارية عليهم، ولكن سلسلة التكفير عند الشيعة مستمرة.

فكما قالت كتب الشيعة: إن الناس ارتدوا بعد وفاة الرسول إلا ثلاثة، قالت أيضًا: "ارتد الناس بعد قتل الحسين إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي، ويحيى أم الطويل، وجبير بن مطعم" (٤) .

فأنت ترى أن هذا النص لا يستثني أحدًا من أهل البيت ولا الحسن بن علي الذي تعده الاثنا عشرية إمامها، ويبدو أنها لا تستثنيه لأنها عليه ساخطة لقيامه بمصالحة معاوية حتى خاطبه بعض الشيعة بقوله: "يا مذل المؤمنين" (٥) ، ووثب عليه أهل عسكره فانتهبوا فسطاطه، وأخذوا متاعه، وطعنه ابن بشير الأسدي في خاصرته فردوه جريحًا إلى المدائن (٦) .


(١) تفسير ابن كثير: ٣/٢٨٩-٢٩٠، وانظر: الصارم المسلول لابن تيمية ص٥٧١
(٢) تفسير القرطبي: ١٢/٢٠٦
(٣) ابن تيمية/ منهاج السنة: ١/٥
(٤) رجال الكشي: ص١٢٣، أصول الكافي: ٢/٣٨٠
(٥) انظر: رجال الكشي: ص١١١
(٦) انظر: المصدر السابق: ص١١٣

<<  <  ج: ص:  >  >>