للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيما قال، فإن التخاصم لم يكن إلا لأجل الأموال، كان الرجل يجمع المال ويطمع فيه فيدعي البابية لكيلا يسلمه إلى آخر" (١) .

ثم ما لبث ابن روح أن توفي سنة (٣٢٦هـ‍) فانتقلت البابية بوصية منه إلى رجل رابع يدعى: أبا الحسن علي بن محمد السمري (٢) . والذي تولى منصب البابية وكان قد انقضى على غيبة الإمام قرابة سبعين عامًا لم يتحقق فيها أمل الشيعة في رجعته رغم انتظارهم إياه وتلهفهم عليه.

وقد تخلفت وعود الشيعة بالظهور للغائب المستور، وساد الشك الأوساط الشيعية، وبدأت تتكشف حقيقة الأمر بعد النزاع الحاد الذي وقع بين أدعياء البابية، ولذلك اختفى نشاط الباب تمامًا، فلا تجد له في كتب الشيعة مثل ما تجد لأسلافه من الرقاع والتوقيعات التي ينسبونها للغائب المنتظر. وقد اعترف بذلك بعض الشيعة وإن حاول أن يتستر على تلك الأسباب فيعزو الأمر إلى كثرة الضغوط على الشيعة (٣) .

وقد استمر السمري في منصبه (الشكلي) ثلاث سنوات (٤) ، وربما أدركته "الخيبة وشعر بتفاهة منصبه كوكيل معتمد للإمام الغائب (٥) ، فلما قيل له وهو على فراش الموت: من وصيك من بعدك؟ قال: لله أمر هو بالغه" (٦) . وهكذا انتهت دعوى الصلة المباشرة بالغائب، لأن أوراقها انكشفت بسبب التنافس عليها.

ووصلت دعوى الغيبة إلى طريق مسدود، إذ لم تنجح فكرة البابية الخاصة،


(١) التشيع والشيعة: ص٣٣
(٢) انظر: الغيبة للطوسي: ص٢٤٤
(٣) محمد باقر الصدر/ تاريخ الغيبة الصغرى: ص٤١٤
(٤) لأنه توفي سنة (٣٢٩هـ‍) ، انظر: الغيبة للطوسي: ص٢٤٣، تاريخ الغيبة الصغرى للصدر: ص٤١٣
(٥) رونلدسن/ عقيدة الشيعة، ص ٢٥٧
(٦) الغيبة للطوسي: ص٢٤٢

<<  <  ج: ص:  >  >>