للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في باب عقده بعنوان "باب فضل انتظار الفرج، ومدح الشيعة في زمن الغيبة وما ينبغي فعله في ذلك الزمان" (١) . حتى نسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أفضل أعمال أمتي انتظار فرج الله عز وجل" (٢) . يعنون به خروج منتظرهم.

وجعلوا الانتظار أحب الأعمال إلى الله (٣) . و"المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان" (٤) ، وزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عنهم لأصحابه: "سيأتي قوم من بعدكم الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم، قالوا: يا رسول الله نحن كنا معك ببدر وأحد وحنين ونزل فينا القرآن. فقال: إنكم لو تحملوا ما حملوا لم تصبروا صبرهم" (٥) . وغاب عن واضع الرواية من زلة الصحابة عند الرافضة.

وجاءت عندهم روايات تطفئ ذلك التطلع لخروجه وتقول "من عرف هذا الأمر ثم مات قبل أن يقوم القائم عليه السلام كان له مثل أجر من قتل معه" (٦) .

وبجانب هذا الترغيب فهناك التهديد والوعيد بالكفر والخلود في النار لمن أنكر غيبة القائم حتى جعلوا إنكارها كالكفر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، بل عدّوا ذلك مثل كفر إبليس.

روى صدوقهم بسنده المزعوم "عن ابن أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من أقر بالأئمة من آبائي وولدي، وجحد المهدي من ولدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمدًا صلى الله عليه وسلم. فقلت: يا سيدي ومن المهدي من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنهم شخصه ولا يحل لهم تسميته" (٧) ، وافتروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أنكر القائم


(١) بحار الأنوار: ٥٢/١٢٢-١٥٠، وانظر: إكمال الدين: ص٦٠٣ وما بعدها
(٢) بحار الأنوار: ٥٢/١٢٢
(٣) بحار الأنوار: ٥٢/١٢٢
(٤) بحار الأنوار: ٥٢/١٢٢
(٥) بحار الأنوار: ٥٢/١٣٠
(٦) بحار الأنوار: ٥٢/١٣١
(٧) إكمال الدين: ص٣٨٨

<<  <  ج: ص:  >  >>