للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفات الكمال والاعتدال" (١) .

هذا ما تقوله - نظريات بعض الكفار - إن صدق هؤلاء في نقلهم - ولكن الله سبحانه يقول لنبيه: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} (٢) ، ويقول: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ} (٣) ، ويقول سبحانه: {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} (٤) . وهو سبحانه أعلم بمن خلق، وأصدق القائلين، فلا عبرة بعد ذلك بقول كافر يحاول أن يتشبث بالبقاء في هذه الحياة ولو بالأوهام.

ولعلي الرضا - كما تنقل كتب الشيعة - كلمة صادقة قالها في الرد على الفرق الشيعية الكثيرة التي تقول بحياة بعض آل البيت ولا تصدق بموتهم وتدعي أنها غيبة وسيرجعون، وهي من أقوى الردود على الاثني عشرية من كلامهم أنفسهم، فقد جاء في رجال الكشي أن عليًا الرضا قيل له: إن قومًا وقفوا على أبيك ويزعمون أنه لم يمت، قال: "كذبوا وهم كفار بما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كان الله يمد في أجل أحد لمدّ الله في أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم" (٥) .

ولكنهم يخالفون قول إمامهم ويزعمون أن الله مدّ في عمره لحاجة البشر إليه؛ بل لحاجة الكون وكل شيء في الحياة إليه؛ إذ لولاه - كما يفترون - لساخت الأرض، وماجت بأهلها (٦) .


(١) أصل الشيعة: ص٧٠
(٢) الأنبياء، آية: ٣٤
(٣) آل عمران، آية: ١٨٥، الأنبياء، آية: ٣٥، العنكبوت، آية: ٥٧
(٤) الواقعة، آية: ٦٠
(٥) رجال الكشي: ص٤٥٨
(٦) انظر: أصول الكافي: ١/١٧٩

<<  <  ج: ص:  >  >>