للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لليوم الآخر، واعتقادها بالتناسخ الذي ربما تكون عقيدة الرجعة هي البوابة إليه، كما أن تأويلاتهم تدعو له.

ويرى بعض الباحثين أن عقيدة الرجعة تسربت عن طريق المؤثرات اليهودية والمسيحية (١) ، ودخلت التشيع بتأثير اتباع تلك الديانات. وقد استنتج شيخهم الصادقي (من شيوخهم المعاصرين) أن مبدأ الرجعة عند قومه يرجع في أصله إلى ما ورد في كتب اليهود (٢) . واعتبر ذلك بشارة للشيعة (٣) .

وقد كان لابن سبأ اليهودي - كما تنقل ذلك كتب الشيعة، والسنة على السواء - دور التأسيس لمبدأ الرجعة، إلا أنها رجعة خاصة بعلي، كما أنه ينفي وقوع الموت عليه أصلاً كحال الاثني عشرية مع مهديهم الذي يزعمون وجوده.

لكن يبدو أن الذي تحمل كبر نشره، وتعميم مفهومه وتأويل آيات من القرآن فيه هو جابر الجعفي حتى امتدحته روايات الشيعة بفقهه في أمر الرجعة؛ حيث جاء في تفسير القمي أن أبا جعفر قال: "رحم الله جابرًا بلغ فقهه أنه كان يعرف تأويل هذه الآية {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} (٤) . يعني الرجعة" (٥) .


(١) انظر: جولد سيهر/ العقيدة والشريعة: ص٢١٥، أحمد أمين/ فجر الإسلام: ص٢٧٠، محمد عمارة/ الخلافة: ص١٥٩
(٢) ونقل بعض نصوص اليهود في ذلك، وأرجعها إلى كتاب دانيال: ١٢/١-١٣
(٣) انظر: رسول الإسلام في الكتب السماوية: ص٢٣٩-٢٤١
(٤) القصص، آية: ٨٥، قال ابن كثير في تفسير الآية: يقول تعالى آمرًا رسوله صلوات الله وسلامه عليه ببلاغ الرسالة، وتلاوة القرآن على الناس، ومخبرًا بأنه سيرده إلى معاد وهو يوم القيامة فيسأله عما استرعاه من أعباء النبوة، ومعنى {فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} أي: افترض عليك أداءه إلى الناس (تفسير ابن كثير ٣/٤١٩) ، كما فسر "المعاد" بأقوال أخرى ترجع - كما يقول ابن كثير - إلى قول من فسر ذلك بيوم القيامة (تفسير ابن كثير: ٣/٤٢٠) وانظر في معنى الآية: تفسير الطبري: ٢٠/١٢٣-١٢٦، تفسير البغوي: ٣/٤٥٨-٤٥٩، زاد المسير: ٦/٢٤٩-٢٥١
(٥) تفسير القمي: ٢/١٤٧

<<  <  ج: ص:  >  >>