للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثالث عشر والتي كان آخرها ما جمعه شيخهم النوري المتوفى سنة (١٣٢٠هـ‍) في مستدرك الوسائل - عدوها مصادر للتلقي سموها "الكتب الأربعة المتأخرة"، وبغض النظر عن اعتمادهم لروايات سجلت في القرن الرابع عشر عن الأئمة في العصر الأول.

وما يقال في ذلك، فإن تلك الكتب - ما عدا مستدرك الوسائل - قد ألفت وجمعت إبان الحكم الصفوي، لذلك حوت من الغلو والبلاء ما لم يخطر ببال الشيعة السابقين كما ترى في البحار للمجلسي، وأصبحت - مع ذلك - عمدة عند شيعة هذا العصر، وهذا يعني بطبيعة الحال تطوراً خطيراً عند المعاصرين ينقلهم إلي دركات من الضلال والتطرف.

وليس ذلك فحسب، بل إن المعاصرين اعتمدوا عشرات المصادر التي وصلتهم منسوبة لسابقيهم واعتبروها في المنزلة والاحتجاج كالكتب الأربعة الأولى. كما تجد ذلك في مقدمات تلك المصادر، وهذا منهم متابعة لشيخ الدولة الصفوية المجلسي الذي عدها في "بحاره" بهذه المنزلة.

وليس هذا فقط، بل إن بعض المصادر الإسماعيلية قد أصبحت عمدة عند المعاصرين من الاثني عشرية مثل كتاب "دعائم الإسلام" للقاضي النعمان بن محمد بن منصور، المتوفى سنة (٣٦٣هـ‍) وهو إسماعيلي كما تؤكد ذلك بعض مصادر الاثني عشرية نفسها (١) . ومع ذلك فإن كبار شيوخهم المعاصرين يرجعون إليه (٢) .


(١) قال الشيعي الاثنا عشري ابن شهراشوب (٥٨٨هـ‍) : القاضي النعمان بن محمد ليس بإمامي (معالم العلماء ص١٣٩) . وأنت تلاحظ أن الاثني عشرية - كما سلف - تعتبر من ينكر إماماً من الأئمة كمن جحد كمن جحد نبوة أحد الأنبياء، أي: أنه كافر، والإسماعيلي ينكر إمامة كل الأئمة بعد جعفر الصادق.. ومع ذلك تتلقى الأثنا عشرية عن الإسماعيلية، ومعنى ذلك أنها تتلقى دينها من كفار
(٢) مثل الخميني في كتابه "الحكومة الإسلامية" انظر: ص٦٧ من الحكومة

<<  <  ج: ص:  >  >>