وقَالَ مُحَمد بْن عَبّاد: عن ابن عُيَينَة، عَنْ عَبد الملك بْن عُمَير، عَنْ قَبِيصَة، قَالَ: ألا أُخبركم عَمَّن صَحِبتُ؟ صَحِبتُ عُمَر بْن الخَطّاب، فما رأَيتُ أحدا أفقه فِي دين اللهِ تعالى، ولا أحسن مدارسة منه، وصَحِبتُ طَلحَة بْن عُبَيد اللهِ، فما رأَيتُ أحدا أعطى للجَزِيل فِي غير مَسأَلَةٍ منه، وصَحِبتُ عَمرو بْن العاص، فما رأَيتُ أحدا أنصع ظرفا، أو أبين ظرفا منه، وصَحِبتُ مُعاوية، فما رأَيتُ أحدا أكثر حِلمًا منه، ولا أكرم، ولا أبعد أَناةً منه، وصَحِبتُ زِيادًا، فما رأَيتُ أحدا أَحلَمَ ولا أكرم جليسا منه، ولا أخصب رفيقا منه، وصَحِبتُ المُغِيرة بْن شُعبة، فلو أن مدينة لَها أَبْوَاب، لا يخرج مِن كل باب منها إلا بالمَكر، لخَرَج منها كلَها.