كتاب التاريخ الكبير للبخاري بحواشي محمود خليل

باب الغين - ٤٥٧- غيلان بن أبي غيلان، أبو مروان، مولى عثمان بن عفان، القرشي. - ج: 7 - ص: 102

٤٥٧- غَيلان بْن أَبي غَيلان، أَبو مَروان، مَولَى عُثمان بْن عَفّان، القُرَشِيُّ.

قَالَ مُوسى بْنُ إِسماعِيل: عَنْ سَعد أَبي عَاصِمٍ، قَالَ: حج هشام بْن عَبد الْمَلِك، يَعنِي وأَبُو خَلِيفة (١) ، سَنَة ست ومئة، وكان، يَعنِي سَنَة سبع ومئة بالمَدِينَة، ومَعَه غَيلان يُفتي الناس.

وكَانَ مُحَمد بْن كَعب يَجيء كل جُمعة مِن قريته على ميلين مِنَ المَدِينة، ولا يكلم أحدا حتى يصلي العصر، وغدا يوم السبت يُحدِّثهم، قَالُوا: يا أَبَا حَمزة، جاءنا رجل يشككنا فِي ديننا؟ قَالَ: فأتوني بِهِ إن شئتم، فأتاه غَيلان، فَقَالَ: السَّلام عليكم، قَالَ: وعليك، يا أَبَا مَروان، فَقَالَ مُحَمد: لا يكون كلام حتى يشهد قبل، قَالَ غَيلان: أبدأ، قَالَ: أشهد أن لا إِله إِلَاّ اللَّه، وأشهد أن مُحَمدًا عَبده ورسولَهُ، أرسلَهُ بالهُدى ودين الحق ليظهره على الدين كلَهُ ولو كره المشركون، مَن يهده اللَّه فلا مُضل لَهُ، ومَن يُضلل فلا هادي لَهُ، قَالَ: تشهد أَنه حق مِن قلبك؟ قَالَ: نعم، قَالَ: حسبي اللَّه، قَالَ: إن القرآن نسخ بعضه بعضا، قَالَ: لا حاجة لي فِي كلامك، إما أن تقوم عَنِّي، وإما أن أقوم عَنك.

وقال مُحَمد بن بَشّار: حدَّثنا مُعاذ، عَنِ ابْن عَون، قَالَ: مررتُ بغَيلان، فإذا مصلوب على باب الشام.

ورَوَى عَنه يَعقُوب بن عُتبَة.

---

(١) في النسخة الخطيَّة: "حج مَسلَمة بْن عَبد الْمَلِك، يَعنِي وأَبُو خَلِيفة"، وفي "التاريخ الأوسط" ١٢٣٩، وفيه: حج مَسلَمة بن عَبد الملك، وهو خَلِيفة"، وفي "تاريخ دمشق" ٤٨/٢٠٠ من طريق موسى بن إسماعيل أيضًا: حج هشام بن عَبد الملك وهو خَلِيفة"، وهو الصواب؛
- لأن مسلمة بن عَبد الملك لم يلِ الخلافة.
- وقال ابن جرير الطبري، في أحداث سنة ستٍ ومئة: وحج بالناس في هذه السنة، هشام بن عَبد الملك. "تاريخ الطبري" ٤/١١٨.
- وكذلك قال ابن كثير: وحج بالناس، في هذه السنة، أمير المؤمنين، هشام بن عَبد الملك. "البداية والنهاية" ٩/٢٣٤.