وَقَالَ مُحَمد بْن مُقاتِل: أَخبرنا يُوسُف بْن الماجِشُون، عَنِ ابْن شِهاب، قَالَ: كَانَ إذا حدَّثني عُروَة، ثم حدَّثتني عَمرة، صَدَّقَ عَنْدي حديث عَمرة حديث عُروَة، فلما استخبرتهما إذا عُروَة بَحر لا ينزف.
وَقَالَ أَبي: تعلموا العلم تسودوا بِهِ قومكم، ويحتاجوا إليكم، فواللهِ ما يسألني الناس، حتى لقد نسيتُ، وكَانَ يدعوني، وعَبد اللهِ بْن عُروَة، وعُثمان، وإِسماعيل، إخوتي، وآخر سَمّاه هِشام، فَيَقُولُ: لا تغشوني مَعَ الناس، لكن إذا خلوتُ فسلوني، فكان يحدثنا بأحاديث (١) فِي الطلاق، ثم الخُلع، ثم الحج، ثم الهدي، ثم كذا، ثم كذا، ثم يَقُولُ: كرروا عَلِيّ، وكَانَ يعجب مِن حفظي.
قَالَ هِشام: واللهِ، ما تعلمنا منه جزءا مِن ألفي جزءٍ مِن أحاديثه.
(١) تَصحَّف في المطبوع إلى: "وكان بأحاديث"، وأثبتناه عن "تاريخ دمشق" ٤٠/٢٤١، إذ نقله عن هذا الموضع.