للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأودع كتبه في "دَرْب (١) سليمان" فاحترقت الدّار التي فيها الكتب، ولم تكن انتشرت لبعده عن البلد.

قرأ عليه جماعة من شيوخ المذهب منهم: أبو عبد الله بن بطة، وأبو الحسن التميمي، وأبو الحسن بن شمعون وغيرهم (٢).

وانتفع بهذا المختصر خلق كثير، وجعلَ الله له موقعًا من القلوب، حتى شرحه من شيوخ المذهب، جماعة من المتقدمين والمتأخرين. كالقاضي أبي يعلى وغيره، وشرحه الشيخ موفق الدين في كتابه "المغني" المشهور الذي لم يسبق إلى مثله، فكل من انتفع بشيء من شروح الخرقي فللخرقي في ذلك نصيب من الأجر، إذْ كان هو سبب ذلك (٣).

وقال شيخنا عز الدين المصري (٤): "إنه ضبط له ثلاثمائة شرح"، وقد اطَّلعنا له على قريب العشرين شرحًا، وسَمِعْنا من شيوخنا وغيرهم: أنَّ مَن قرأهُ حَصل له أحد ثلاث خصال إمّا أنْ يملك مائة دينار، أو يلي القضاء، أو يصير صالحًا، وكان شيخنا ابن حَبَّال (٥) يقول: "حَصَّلْتُ اثْنَتَيْن: ملكتً مائة دينار، ووليتُ القضاء" قلتُ: وكان من كبار الصالحين.


(١) كذا في (طبقات الحنابلة: ٢/ ٧٥)، وفي (المنهج الأحمد: ٢/ ٦١): "دار سليمان " وهو درب كان ببغداد مقابل الجسر في أيام المهدي والهادي والرشيد، وكانت فيه دار سليمان بن جعفر ابن أي جعفر المنصور فسمي الدرب باسمه، ومات سليمان هذا سنة ١٩٩ هـ. انظر: (معجم البلدان: ٢/ ٤٤٨).
(٢) انظر: ترجمة هؤلاء الاعلام في المقدمة: ص ٨٩
(٣) وقد ذكرت بعض من شرح هذا المختصر في المقدمة. انظر ص ٩١ وما بعدها.
(٤) سبقت ترجمته ضمن شيوخ ابن عبد الهادي في المقدمة ص ٣٢
(٥) سبقت ترجمته في المقدمة. ضمن شيوخ ابن عبد الهادي ص ٣١

<<  <  ج: ص:  >  >>