للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدارمي"، وتفقه بالشيخ تقي الدين بن قندس .. " (١).

أما إذا جئنا نتحدّث عن عقيدة الشيخ، فهو حنبلي الأصول والفروع، على مذهب أهل الحديث وخير دليل على ما نقول ما ألفه من كتب في هذا المجال سوف نتطرّق إليها بشيء من التفصيل فيما بعد.

[د - منزلته العلمية وثناء الناس عليه]

لقد تبوأ الشيخ الجليل يوسف بن عبد الهادي المكانة المرموقة ضمن سجل من سطر التاريخ ذكراهم العطرة وعدد مناقبهم، ونوّه بمستواهم العلمي العالي، ولا عجب في ذلك فإن منشأه في الوسط العلمي الذي تحدثنا عنه آنفًا، والعمر المديد الذي عاشه ويقرب من السبعين سنة قضاه أبو المحاسن في العلم والتعليم والتأليف والكتابة من شأنه أن يبلغ صاحبه بتوفيق الله هذه المكانة، فإف في رأيي مفكرٌ عظيم وعالم موهوب يملك ذكاء نادرًا، وعقلًا خصبًا كبيرًا وسع جميع علوم ومعارف عصره وقد صاغ هذه الثروة العظيمة في كتب مهمة ورسائل نادرة خطتها أنامله، ورددها لسانه دروسًا ألقاها على طلابه الكثيرين في المساجد، وفي المدرسة العمرية التي وقف عليها خزانته العظيمة. (٢)

بالإضافة إلى أن الشيخ جمال الدين كان من الصنف الذين ترجموا علمهم إلى أساليب عمل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد كان صلبًا في الحق قويًا في الدين لا يهاب ملكًا ولا ذا سلطان، ولما ألف كتابًا في سيرة السلطان السعيد محمد بن عثمان ضمنه طائفة من سيرته وشيئًا من غزواته وطرفًا من المواعظ ساقها للسلطان بلهجة قوية صادقة تدل على حزم وعزم وصدق في الأمر. (٣)


(١) انظر: (السحب الوابلة: ص ٣٢٠).
(٢) انظر: (ما كتبه الخيمي عن المؤلف يا مجلة معهد المخطوطات العدد السادس والعشرون ٢/ ٧٧٧ من المجلة وكذلك مقدمة أسعد طلس في "ثمار المقاصد" ص: ١٤).
(٣) عن مقدمة "ثمار المقاصد": ص ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>