للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ب - في العلوم الشرعية:

يعد كتاب "المفردات في غريب القرآن" (١) لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني (ت ٥٠٢ هـ) أحد المدونات النفيسة التي عنيت بلغة القرآن وشرح معاني ألفاظه الغريبة. إلا أنه كما أشار في خطبته "ليس نافعاً في علوم القرآن فقط بل هو نافع في كل علم من علوم الشرع. فألفاظ القرآن هي لب كلام العرب وزبدته وواسطته وكرائمه، وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحكمهم ... " (٢).

وهذا كما هو واضح بصريح العبارة، فإنه احتوى على كثير من المصطلحات الفنية في مختلف جوانب الثقافة الإسلامية، ولا يستغرب هذا فإن العديد من الألفاظ القرآنية أصبحت بحكم التطور والتوسع ذات مدلولات اصطلاحية مختلفة، استعملها أهل الشرع بعد ذلك في استخدام علم من العلوم.

من هذا المغزى العظيم فإن الراغب رحمه الله كان لا يبخل أحياناً ببيان المعنى الذي تطورت إليه الكلمة فيسعفنا بمدلولات اصطلاحية في غاية الأهمية والأمثلة على ما نقول كثيرة انظرها في كتاب "المفردات".

وهذا ما أشار إليه علماء الغريب والمشكل بصفة عامة من أمثال ابن قتيبة، وابن فورك وابن الأثير وابن الجوزي وغيرهم.

وفي كتب ابن قيم الجوزية (ت ٧٥١ هـ أمثال أعلام الموقعين: ١/ ٤٣، ٩٠، ١٠٧، و"مدارج السالكين: ١/ ١٣٩، ٢/ ٤٩، ٧٨، ٩٩، ١٥١، ١٧٣، ٣٠٦ " و"الصواعق المرسلة: ١/ ٢٨٤، ٢/ ٥١٠ , ٥١٥ " و"إغاثة اللهفان: ١/ ٣١ - ٣٢" مباحث نفيسة وممتعة تحدث فيها عن بعض المصطلحات العلمية التي وردت على لسان الشرع واستعملها العلماء في كتبهم.


(١) الكتاب مطبوع عدة طبعات: منها طبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر بتحقيق: محمد سيد كيلاني، وهناك طبعة محققة نشرها د. محمد أحمد خلف الله بمصر.
(٢) انظر: (مقدمة المفردات للراغب: ص ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>