وعلى ضوء هذه النظرة الأولية للكتابين ننطلق في بيان جوانب الاتفاق والاختلاف بشكل دقيق.
أ - أوجه الاتفاق:
١ - الوحدة الانتسابية للكتابين، فهما حنبليّا المذهب، كما أنهما اختصا بشرح لغات كتابين هما من أبرز وأنفس الكتب الفقهية عند الحنابلة فالمطلع في لغات "المقنع" والدر النقي في لغات "الخرقي".
٢ - ثم أن الألفاظ والمصطلحات المشروحة في كلا الكتابين تكاد تكون مشتركة فيهما في غالب الكتب والأبواب. وهذا مما يشجع على القول بأن ابن عبد الهادي كان على اتصال وثيق بما أنتجه البعلي، ولا يستبعد أن "المطلع" كان من محفوظاته رحمه الله. والأمثلة على ما ذكرنا كثيرة نجدها في مكانها.
٣ - اهتم كلا الكتابين بشرح الكلمة والمصطلح وبيان وجوه استعماله واشتقاقه وإعرابه إن اقتضى الأمر ذلك، مع استيعاب أقوال أئمة اللغة في وجوه استعماله وهذا فيه حجة على تمرس الفقيهين لغوياً وعربياً.
٤ - اتفق كل من البعلي وابن عبد الهادي في ترتيب كتابيهما، فمنهجهما واحد في استعراض مادتيهما فالمطلع مرتب على أبواب المقنع، والدر النقي مرتب على مختصر الخرقي، وكلاهما رتبا الأبواب على النسق الحنبلي الواحد.
٥ - اتحدت في غالب الأحيان موارد الكتابين ومصادرهما سواء في اللغة وذلك مثل "الصحاح " للجوهري، والمحكم "لابن سيدة" و"تهذيب اللغة" للأزهري وغيرها، وفي الفقه "كالمغني" و"المقنع" و"الكافي"، وفي الغريب "كالزاهر" للأزهري، و"مشارق الأنوار" للقاضي عياض، و "النهاية" لابن الأثير و"المطالع" لابن قرقول وغيرها.
٦ - في الكتابين ألْفَاظٌ ومصطلحاتٌ كثيرةٌ أعيد شرحها في أكثر من موضع وذلك بحكم تكرارها في مناسبات متعددة وباعتبارات مختلفة. والأمثلة على ذلك كثيرة.