للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واخْتُلِف في لوْن الماء على ثلاثة أقوالٍ:

أحدها: أنَّ لَوْنَه: أَسْودُ، لحديثِ عائشة: "إلَّا الأَسْوَدَان التَمر والَماء". (١)

والثاني: أَنَّ لَوْنَه: أَبْيَضُ، لحديثٍ: "الكَوْثَر ماؤه أَشدُّ بياضاً من اللَّبن". (٢)

والثالث: أَنَّه لَا لَوْنَ لَهُ.

رُدَّ الأَوَّل: بأَنَّ قول عائشة من باب التَغْلِيب، (٣) وهو أَنْ يُطْلَق اسم الأَفْضَل على المفْضُول، كقولهم: "رأيت القَمَرين"، وإِنما هو القمر والشمس، لأَنَّ اسْمَ الُمذكَّر أَفْضَل وهو القمر، وفي القرآن ذلك كثيرٌ.

كقوله تعالى: {وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ}، (٤) وقوله: {فلَمَّا


(١) هذا جزء من حديث أخرجه البخاري في الهبة: ٥/ ١٩٧، باب الهبة وفضلها والتحريض عليها رقم (٢٥٦٧)، ومسلم في الزهد والرقائق: ٤/ ٢٢٨٣، باب ٥٣ رقم (٣٠)، وهو عند الترمذي في كتاب تفسير القرآن: ٥/ ٤٤٨، باب ومن سورة التكاثر حديث (٣٣٥٦)، وابن ماجه يا الزهد: ٢/ ١٣٨٨، باب معيشة آل محمد - صلى الله عليه وسلم - حديث (٤١٤٥)، وأحمد في السند: ١/ ١٦٤.
(٢) هذا جزء من حديث طويل أخرجه البخاري في الرقائق: ١١/ ٤٦٣، باب في الحوض حديث (٦٥٧٩)، كما أخرجه مسلم في الفضائل: ٤/ ١٧٩٩، باب إِثبات حوض نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - حديث (٣٦)، والترمذي في صفة القيامة: ٤/ ٦٢٩، باب ما جاء لا صفة أواني الحوض حديث (٢٤٤٤)، وابن ماجه في الزهد: ٢/ ١٤٣٨، باب ذكر الحوض، حديث (٤٣٠٣)، وأحمد في المسند: ١/ ٣٩٩.
(٣) قال ابن الأثير في النهاية: ٢/ ٤١٩: "أما التمر فأسود وهو الغالب على تمر المدينة، فأضيف الماء إِليه، ونُعِت بِنَعته إِتَباعاً، والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان فَيُسمَّيان معاً باسم الأشهر منهما، كالقمرين، والعمرين".
(٤) سورة النساء، الآية ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>