للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولذلك قيل: يا رَحْمَان الدنيا ورَحِيمَ الآخرة، ولذلك يُدْعَى غير الله تعالى رحيماً، ولا يدعى رحماناً.

فالرَّحمن: عامُ المعْني، خاصُ اللَّفظ، والرَّحيم: عامُ اللَّفْظ خاصُ: المعْنى (١)، وشُدَّدت "الراء" فيهما، لأَنَها قُلِبَت من "اللَاّم" راء، وأدغمت "الراء" في "الراء".

قال ابن عباس: "الرحمن الرحيم: اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر (٢) ".

وقال أبو عبيدة (٣):

"رحيمٌ رحْمَانٌ: لُغتان: "الرَّحيم": من الرَّحمة،


= وقال أبو علي الفارسي: "الرحمن اسم عام في جميع أنواع الرَّحمة يختَصُ به الله، والرحيم: إنما هو منْ جهة المؤمنين". انظر: (تفسير ابن عطية: ١/ ٩١ - ٩٢).
(١) انظر: (شأن الدعاء: ص ٣٩).
(٢) هذا الأثر أخرجه القرطبي في تفسيره: ١/ ١٠٦، وقال: "قال الحسين بن الفضل البجلي: هذا وهم من الراوي، لأن "الرقة" ليست منْ صفات الله تعالى في شَيْءٍ وإنَّما هما اسْمَان "رقِيقَانِ" أحدهما أرفق من الآخر، والرفق من صفات الله عز وجل. قال النبي: "أن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرِفْق مَا لَا يُعْطِي علي العُنْفِ".
الحديث مروي عن عائشة رضي الله عنها. أخرجه مسلم في البر والصلة: ٤/ ٢٣، باب فضل الرفق حديث (٧٧)، وأحمد في المسند: ٤/ ٨٧، وأبو داود في الأدب ٤/ ٢٥٤ باب في الرفق حديث (٤٨٠٧)، وقال الخطابي في شأن الدعاء ص ٣٩: "وهذا مشكل، لأن الرِّقة لا مدخل لها في شَيْءٍ من صفات الله -سبحانه - ومعنى الرقيق ها هنا: اللَّطيف. يقول: أحدهما ألْطَفُ من الآخر، ومعنى اللُّطف في هذا: الغموضُ دُونَ الصغير الذي هو نعت في الأجسام".
فالرحمن: الرقيق، والرحيم العاطف على خلقه بالرزق. انظر: (الزاهر لابن الأنباري: ١/ ١٥٢)
(٣) هو العلَّامة النحوي: أبو عبيدة معْمَر بن المُثَنَّى التميمي البصري، أحد الأعلام في العربية، حدَّث عن هشام بن عروة، وأبي عمرو بن العلاء، كما حدث عنه علي بن المديني، وأبو عبيد القاسم بن سلَّام. من أبرز تصانيفه "مجاز القرآن"، و"غريب الحديث" توفي ٢١٠ هـ. أخباره في: (سير أعلام النبلاء: ٩/ ٤٤٥، المعارف: ص ٥٤٣، تاريخ بغداد: ١٣/ ٢٥٢، معجم الأدباء: ٩/ ١٥٤، إنباه الرواة: ٣/ ٢٧٦، وفيات الأعيان: ٥/ ٢٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>