للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال المُقَنَّع الكِنْدي (١):

يُعَاتِبُنِي في الدَّيْن قَوْمِي، وإنَّما ... تَدَيَّنْتُ في أشْيَاءَ تكْسِبُهم حَمْدَا (٢)

وقال كُثيِّر (٣):

قَضَى كُلُّ ذي دَيْن فَوفَّى غَرِيمهُ ... وعَزَّةَ ممْطُول مُعَنًى غَرِيمُها

١٠٣١ - قوله: (بالمعروف)، المعروفُ: ضِدُّ الُمنْكَر، وقد عَرَفَ يَعْرِفُ، فهوَ مَعْرُوفٌ. قال الله عز وجل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (٤). وتارةً يُراد به الأمْر بالخَيْر، كما هو في الآية، وتارةً يُراد به عدمُ الَميْل إِلى الزيادة والنقص، كما هو هنا، وهو أن لا يزاد على قُوتِه، ولا ينْقُص منه. وتارةً يُراد به الفَضْلُ والخَيْر، كما يقال: فلانٌ في مَعْرُوف فُلَانٍ (٥).

وقال مجنون بني عامر (٦):

قَضَى الله بالَمعْرُوف مِنها لِغَيْرِنا ... ونَالَهُم مِنَّا والعَنَاءُ قَضَى لِيَا


(١) هو محمد بن عمير بن أبي شمر بن فرعان من كندة، كان أحسن الناس وجهاً، إذا كشف عنه لُقِعَ: أي أُصيبَ بالعين: فكان يتَقَنَّع دهره فسُمِّي الُمقَنع، اشتهر في العصر الأموي، كانت وفاته نحو ٧٠ هـ. أخباره في: (الشعر والشعراء: ٢/ ٧٣٩، الوافي بالوفيات: ٣/ ١٧٩، شرح ديوان الحماسة للمرزوقي: ٣/ ١١٧٨، الأعلام: ٦/ ٣١٩).
(٢) انظر: (الشعر والشعراء: ٢/ ٧٣٩)، وفيه: يُعَيِّرُني بالدَّيْن قومي وإنَّما ....
(٣) انظر: (ديوانه: ص ١٤٣).
(٤) سورة آل عمران: ١١٠.
(٥) ومنه قوله تعالى في سورة البقرة: ٢٤١ {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}.
قال الراغب: "والمعروف: اسم لكل فعل يعرف بالعقل، أو الشرع حسنه - والمنكر: ما ينكر بهما" (المفردات في غريب القرآن: ص ٣٣١).
(٦) انظر: (ديوانه: ص ٢٩٤)، وفي الشطر الثاني منه ... وبالشَّوْق مِنِّي والغرام قَضَى لِيَا وروي كذلك "وبالشوق والإبعاد منها قضى ليا" انظر في ذلك (ص: ٢٩٨ من الديوان).

<<  <  ج: ص:  >  >>