للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما تَفِرُّ من الأَسَد". (١)

وهذا الَمرض يقَال لَهُ: داء السَّبُع، وهو نوعان: منه ما يَحْدُث من الخَلْط السَوْدَاوِي، ومن ما يَحْدُث من الِمرَّة الصَّفراء، ويستدل على حدوث هذه العِلة، بكُمُودَةِ (٢) بياض العَيْن واستِدَارَتها، ووجود الدمْعَة فيها، ولذلك سميت هذه العِلة: داء الأَسَد، وداء السَّبُع.

وقيل: لأَجْل النيوات الصُّلبة الموجُودَة في الجِسْمِ.

وقيل: لأجل عِظَم الَمرَض، والمخافة منه.

وقيل: لأنَّ الاحْتِراف مُلَازِمٌ لا يفَارِقة، فإِذا احْتَرق الآدميُّ مِثْله، سُمِّيت هذه العِلَّة بذلك.

ومما يسَتدل به عليه أيضاً كمُودَة اللَّوْن. (٣)


= الدارقطني في سننه".
كما رواه ابن السبكي في "طبقات الشافعية: ٦/ ١"، بلفظا "فهو أقْطَع"، والحديث فيه أحمد ابن محمد بن عمران، قال الخطيب في "تاريخه: ٥/ ٧٧ ": "كان يضعف في روايته ويطعن عليه في مذهبه (يعني التشيع). قال الأزهري: ليس بشيء".
كما أخرجه ابن السبكي كذلك بلفظ "بحمد الله"، وفيه خارجة بن مصعب وهو متروك، وكان يدلّس على الكذابين، زيادة على هذا كله، فالحديث فيه اضطراب فهو تارة يقول: "أقطع" وتارة "أبتر" وأخرى "أجذم"، وتارة "بذكر الحمد" وأخرى يقول: "بذكر الله" فجملة القول أنه ضعيف - لضعف سنده. والصحيح أنه مرسل كما تقدم عن الدارقطني".
انظر: "ارواء الغليل لمزيد من التفصيل: ١/ ٢٩ وما بعدها، فيض القدير: ٥/ ١٣ - ١٤).
(١) أخرجه البخاري في الطب: ١٠/ ١٥٨، باب الجذام، حديث (٥٧٠٧)، وأحمد في المسند: ١٠/ ٤٤٣.
(٢) الكمودة: تَغَير اللون، قاله في: (الصحاح. ٢/ ٥٣١ مادة كمد).
(٣) كما أن هناك أعراضاً أخرى يستدل بها على وجود هذا المرض، منها: ظهور بقع حمراء أو بُنِيَّة الفَون على الجلد، كما يُقْتَرن بظهور هذه البقع فقدان الإِحساس في بعض أجزاء الجسم، كما تظهر على الجسم عُجَيْرات أو عقد تُصْطَحب غالباً بالحُمَّى، ويجْتَح شعر الجسم إلى السقوط، =

<<  <  ج: ص:  >  >>