للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للشيوخ، وسعة اطلاعه، حتى صارت له اختيارات وترجيحات داخل المذهب، أوصلها بعضهم إلى الستين مسألة، وقيل: ثمان وتسعين مسألة سردها القاضي ابن أبي يعلى في طبقاته. (١)

ثم إن كتابه "المختصر" - الذي أودعه مادة علمية ثرية في مضمونها، سهلة في تناولها مستوعبة لجميع ما يحتاج إليه طالب فقه أحمد رحمه الله. هذا المختصر - الذي أطبقت شهرته عالم المثقفين كان له الأثر البالغ في بروز هذه الشخصية على الساحة العلمية وفي جلاء مكانتها وسط النخبة الفاضلة من أهل العلم والمعرفة.

وإذا أحببنا أن نتوج كلامنا هذا بلباس الثقة، فهذه طائفة من شهادات الأقران من أهل الاختصاص تفوح منها رائحة الإنصاف لهذا العلم الفذ.

قال ابن الجوزي: "كان فقيه النفس حسن العبارة بليغاً، وكانت له مصنفات كثيرة وتخريجات على المذهب" ... (٢)

وأشاد الذهبي بالشيخ فقال: "كان من كبار العلماء تفقه بوالده الحسين صاحب المروذي وصنف التصانيف". (٣)

ونوه به ابن خلكان في "وفياته" فقال: "كان من أعيان الفقهاء الحنابلة، وصنف في مذهبهم كتباً كثيرة من جملتها المختصر الذي يشتغل به أكثر المبتدئين من أصحابهم" .. (٤)

كما نعته ابن عساكر بالفقه عندما قال: "أبو القاسم البغدادي الخرقي الفقيه الحنبلي". (٥)


(١) انظر: (طبقات الحنابلة: ٢/ ٧٦ - ١١٨).
(٢) انظر: (المنتظم: ٦/ ٣٤٦).
(٣) انظر: (سير أعلام النبلاء: ١٥/ ٣٦٣).
(٤) انظر: (وفيات الأعيان: ٣/ ٤٤١).
(٥) انظر: (تاريخ دمشق: ١٢/ ٣٥٢ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>